Saturday, July 30, 2005

في يه ؟

يبدو أنني قد اصابني شئ ففقدت القدرة على فهم الأخبار!ا
خبر منشور يقول أن وزارة الدفاع أرسلت لعبود الزمر تخبره بقرار الوزير طنطاوي باعادته إلى إدارة سلاح المشاة !!!!!!!ا
أنا ما بقتش فاهم أي حاجة، لو حد فاهم يا ريت يفهمني
رابط الخبر هنا

Thursday, July 28, 2005

هل من تعليق؟

نشرت الست نعامة على مدونتها إشارة إلى خبر بجريدة الأهرام وتقول انها استغربت وما علقتش
أنا حاولت أعلق ما قدرتش
عموما أنا هانقل الخبر هنا واللي عنده القدرة يعلق ياريت يلحقني أو بالصح يوريني شطارته
ظاهرة التشميس القبلية بسيناء هل أسـهمت في تفجيرات شرم الشيخ وطابا؟

أثارت التفجيرات الإرهابية في شرم الشيخ‏,‏ ومن قبلها في طابا العديد من التساؤلات بشأن مدي إسهام الأعراف القبلية في سيناء في إذكاء الإرهاب‏,‏ وتحول عشرات الأفراد المنبوذين من القبائل إلي إرهابيين يقتلون الأبرياء‏,‏ وينتقمون من المجتمع نتيجة لهذا النظام‏.
‏فقد تم طرد العشرات من شباب البدو بسيناء بسبب ما يطلق عليه السيناويون ظاهرة التشميس‏,‏ أي أن تتبرأ القبيلة من بعض الأفراد‏,‏ ويتم طردهم لخروجهم علي قواعد النظام القبلي وأعرافه‏,‏ وهو ما يدفعهم لاحتمال التحول لإرهابيين يدمرون المجتمع‏.‏
فمن عادات المجتمع البدوي السيناوي اللجوء لـ التشميس‏,‏ حيث يعلن كبير القبيلة عن تشميس أحد أفرادها لخروجه علي الأعراف‏,‏ وبالتالي تتبرأ القبيلة منه ويتم طرده‏,‏ وهذا ما حدث مع الإرهابيين الشقيقين فليفل‏!
‏ويوضح الدكتور منير حسن جمال أستاذ علم النفس لمندوب الأهرام في العريش أحمد سليم أن المشمس بعد طرده من القبيلة يشعر باغتراب شديد‏,‏ ويصبح عدوانيا ضد القبيلة والمجتمع بالكامل‏.‏
ويؤكد أحمد عبدالحميد محافظ شمال سيناء أن القضاء العرفي بسيناء يحتاج لإعادة نظر ومراجعة‏,‏ بعد أن أصبحت هناك فجوة كبيرة بين آراء الآباء التقليدية وما يعيشه الشباب بأفكاره الجديدة‏.‏

Monday, July 25, 2005

طلبات الاخوان

أبدع جار القمر وسقراط في دعوة تفيدة للزغرطة وكانت المناسبة هي التصرفات والتصريحات غير المفهومة لجماعة الاخوان المسلمين
وفعلا أصبحت تصرفات هذه الجماعة أمرا مثيرا للعجب، لقد قدموا أنفسهم منذ ما يزيد عن النصف قرن على أنهم جماعة دينية تعتبر السياسة هي جزء من نشاطها وأن أهدافها هي أكبر من ذلك كما أفادنا المرشد العام للجماعة حاليا على صفحات مجلة اخر ساعة، ويبدو أن محرري المجلة قد أحرجوا السيد المرشد العام عندما وضعوا في العناوين عنوانا مثيرا نصه
"نؤيد ترشيح مبارك وأتمنى الجلوس معه"
وقد أثار ذلك العنوان حفيظة المرشد العام وقال في جريدة الشرق الأوسط أن هذا تحريفا لكلامه لأنه قال أنه لا يمانع من تأييد حسني مبارك إذا ما حقق 4 شروط وهي
الغاء حالة الطوارئ
تغيير قانون الأحزاب
الافراج عن المعتقلين السياسيين
الغاء المحاكم الاستثنائية
وعندئذ يمكن تأييد الرئيس حسني مبارك
وبالرجوع الى الحديث المنشور في اخر ساعة والذي لم أسمع من المرشد العام اعتراضا على ما نشر به سوى العنوان فافترضت صحة باقي المنشور، وجدت أن المنشور فيما يتعلق بموضوع حسني مبارك هو ما يلى
هل تؤيد ترشيح الرئيس حسني مبارك لولاية جديدة؟
ليس عندي مانع وهو صاحب السلطة المطلقة 'التشريعية والتنفيذية والقضائية' علي أن أجلس معه لنتشاور في مصلحة هذه الأمة في إلغاء قانون الطواريء، ومناقشة قانون الاحزاب، والافراج عن جميع المسجونين السياسيين، وإلغاء المحاكمة الاستثنائية، وهو صاحب السلطة ولا يستطيع أحد في مصر أن يحقق هذا إلا هو، إذا تحقق ذلك لا مانع عندي أبدا في ترشيحه
وهو ما يتفق كثيرا مع ما ذكر في جريدة الشرق الأوسط ويبدو أنه الأقرب إلى الصواب
وبغض النظر عن الكثير مما جاء بالحديث فقد لفت نظري مقدمة هذه القطعة التي تشير إلى فهم واعي للمرشد العام لحقائق الأمور في مصر، حيث يصرح ان حسني مبارك هو صاحب السلطة المطلقة التشريعية والتنفيذية والقضائية ولا يبدو أن ذلك قد أثار حفيظة المرشد العام في أي شئ !!!!ا
فهو لا يمانع أن يبقى الوضع على ما هو عليه "سلطة مطلقة في يد حاكم فرد" بشرط تحقيق شروطه الأربعة
وهنا أعتقد أننا يجب أن نتسائل عن حقيقة موقع الإخوان المسلمين من الحياة السياسية المصرية
على المستوى الرسمي فان جماعة الاخوان المسلمين هي جماعة محظورة ويبدو أن كلمة محظورة هذه لها معاني غير المعنى الذي أعرفه وصراحة لم أجد أي تعريف يمكن ان يشرح الوضع الذي تتعامل به الجهات الرسمية مع هذه الجماعة
ففي العديد من المناسبات تم القاء القبض على بعض الافراد وكانت تهمتهم هي الانتماء الى جماعة الاخوان المسلمين المحظورة أو احياء جماعة محظورة (وكانها ماتت من قبل) وعلى الجانب الآخر
تقوم مجلة اخرساعة المملوكة للدولة المصرية باجراء حديث مع السيد مهدي عاكف وتعرفه بانه المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين وبعد تقديم طويل يشيد ببطولة السيد مهدي عاكف يكتب في مقدمة المقال:ا
وفي مقر جماعة الاخوان المسلمين (المحظورة) علي نيل المنيل
أي أن هذه الجماعة المحظورة ليست جماعة سرية
عموما هذا موضوع جانبي يشير إلى أن هناك علاقة ما بين الجماعة والحكومة من الصعب على مبتدئ مثلي ان يستطيع تعريفها
ولكن ماذا عن المستويات غير الرسمية
نحن نعلم منذ سنوات عدة وتحديدا منذ عهد الرئيس السادات أنه أصبح هناك تواجد لجماعة الاخوان المسلمين
لم يكن دائما الوجود القوي الظاهر وقد ظهرت عدة جماعات أخرى تحترف الاسلام السياسي ويزيد صوتها على صوت الاخوان خاصة في الربع قرن الماضي لكن كان الاخوان المسلمين يظهرون ويختفون، وكانهم الحاضر الغائب في كل المناسبات
ولفترة ليست بالقصيرة اُعتُبر تيار الاسلام السياسي انه التيار المعارض الحقيقي الوحيد على الساحة المصرية واذكر انه في احدى المرات في أواخر الثمانينات أراد بعض طلبة جامعة القاهرة أن يعقدوا مؤتمرا معارضا للنظام من مختلف فصائل المعارضة ولم تتدخل قوات الشرطة لفض هذا المؤتمر ولكن تدخل عدد من الطلبة الملتحين باستخدام الجنازير والحجارة وقاموا بالاعتداء على الطلبة وتفريقهم فهل كان التنسيق الى هذه الدرجة قائما مع الحكومة؟ لا استطيع ان اجزم بالطبع
ولكن ما اعرفه هو ان ما يعرف بالتيار الاسلامي كان ينظم العديد من المظاهرات - لم نكن متاكدين انهم الاخوان ولكن هكذا كان يطلق عليهم بالجامعة - ولكن كل المظاهرات التي يقومون بها كانت دائما تقوم على احداث خارجية مثل فلسطين والبوسنة وعادة ما كان يحرق العلم الاسرائيلي والامريكي في كل المظاهرات وباستثنناء عام 1990 عندما قامت المظاهرات لمعارضة الحرب ضد العراق والاعتراض على اشتراك مصر في هذه الحرب، فانه في كل المظاهرات لم نسمع اعتراضا على سياسة الحكومة المصرية
لم نسمع اعتراضا على الفساد
لم نسمع احتجاجا على حالة البطالة
لم نسمع شكوى من غلاء الأسعار
عفوا لا يعني ذلك انهم كانوا مؤيدين للحكومة لان شعاراتهم كانت عادة تكرر الهجوم على وزير الداخلية ورجال الشرطة والذين عادة ما كانوا يطلقون عليهم لقب الكلاب
- ومن اعتراضاتهم على المظاهرت الحالية هو استخدام الشتائم -
ولكن باستثناء معركتهم مع وزارة الداخلية لم نرى ابدا مشكلة حقيقية مع الدولة
رأينا الكثير من الشعارات مثل المطالبة بتطبيق الشريعة وما شابه ولكننا لم نرى ابدا تضامنا مع الشعب في اي شئ
لم يكونوا يتضامنون مع احد كانوا فقط يقودون حركة المعارضة
لا اعتقد انني قد سمعت لهم مطالب محددة حقيقية من قبل ولكن ها هو المرشد العام الذي يطلق على الجماعة انها
"أكبر هيئة إسلامية علي الساحة العالمية.. وأكبر هيئة مؤسسية علي نفس الساحة"
ها هو اخيرا يحدد المطالب التي يرى أن الرئيس الذي يملك جميع السلطات عليه ان يحققها
ها هي اخيرا طلبات محددة
انه يريد
اولا: الغاء حالة الطوارئ
ولاشك ان هذا مطلب شعبي مهم، ولكن هل حقيقة ان جماعة الاخوان قد عانت الكثير من هذا القانون وانه شكل قيدا قويا على تحرك أفرادها هو الدافع لهذا الطلب؟
ثانيا: تغييرقانون الاحزاب
لم يقل لنا ما يريد تغييره، فهل اذا سمحنا لانفسنا بتخمين طلباته، فهل نتوقع ان يكون الطلب هو السماح بانشاء الاحزاب الدينية وبالتالي السماح للجماعة بانشاء حزبها السياسي؟
ثالثا:الافراج عن المعتقلين السياسيين
وهو لا شك طلب في مصلحة حقوق الانسان ولكن هل ياترى ان طلبه هذا يهدف بالتحديد الى الافراج عن اعضاء الجماعة المعتقلين، وليس الى اي هدف اخر؟
رابعا:الغاء المحاكم الاستثنائية
مرة اخرى طلب يصب في خانة الدفاع عن حقوق الانسان، ولكنه ايضا يساعد الجماعة من التخلص من سيف وضع على عنق الكثير من اعضائها
هل هذه هي كل طلبات اكبر هيئة اسلامية على مستوى العالم؟؟؟
هل هذا يكفي لتاييد الرئيس حسني مبارك لاكمال 30 سنة في الحكم؟
حلل البعض الوضع على ان الجماعة هي اكثر الجماعات المعارضة خبرة على الساحة السياسية، لذا فهي تعرف كيف تستفيد من الوضع بوضع الطلبات التي تعتقد انها تستطيع الحصول على بعضها وتنصب الطلبات كلها في اعطاءها الفرصة للمزيد من التحرك في الفترة المقبلة عن طريق رفع القيود على تحركاتها
شخصيا لا اميل كثيرا لهذا الرأي
لاننا اذا ما رأينا ما تقوم به الجماعة خلال الاشهر القليلة الماضية نجد انها في حالة تخبط شديد الوضوح
ان ظهور حكات كفاية، والحركة الشعبية، وغيرهم الذين بداوا في قيادة حركة جماهيرية حقيقية
فقد كٌشف الكثير من اللاعبين السياسيين الرئيسيين وظهرت كل قوى المعارضة في موقع من تخاذل على اتخاذ مواقف حقيقية وعلى القدرة على تعبئة الشعب المصري ضد نظام الحكم الدكتاتوري
اختلف رد فعل الجماعات المختلفة كل على طريقته فمن انضم للحركات الجديدة ومن وققف موقف المتفرج
وما يعنينا هنا هو الاخوان
لقد حاولوا التحرك وحدهم واثبتوا انهم قادرين على تعبئة اعداد من المتظاهرين تفوق قدرة باقي الحركات مجتمعة ولكن الحكومة لم يرق لها هذا التصرف وقامت بعدد من الاعتقالات في صفوف الحركة ولا نعلم اذا كان تراجع الحركة عن الاستمرار في المظاهرات يعود الى خوفهم من الاعتقال وهم المنادين بانهم لا يتراجعون عن قول الحق مهما كانت الظروف ام ان هناك حسابات اخرى قاموا بها ليقررواعدم التظاهر منفردين باعداد كبيرة كما كانوا يفعلون
ولكنهم اختاروا ان ينضم البعض منهم في المظاهرات التي تقوم ويحرصون على اظهار وجودهم مثل قيام محمد عبدالقدوس بالآدان في وسط المظاهرة، ولكن في وسط هذه المظاهرات كان واضحا ان هناك قوى كثيرة اخرى متواجدة غير الاخوان اصبح لها دورا على الساحة
ثم حاولوا ان يشكلوا تحالفا يضم تيارات المعارضة تحت لواءهم ولم يتشجع احد على العمل تحت راية الاخوان
فالآن ظهروا بمن يغازل السلطة من جديد، ولا نعرف موقف السلطة الاخذة في التخبط هي الاخرى، ولكن آخر ساعة قد افردت مساحة ليست بالقليلة للمرشد العام ليظهر وجهات نظره، وكذلك وضعت بعض المقدمات التي تظهره بمظهر البطولة ولكن لا يمكننا طبعا الاعتماد على هذا في التعرف على موقف السطة منهم
ولكن ما أراه واضحا هو حالة التخبط التي تعيشها الجماعة التي يصفها مرشدها بأنها أكبر هيئة اسلامية على الساحة العالمية
لايرى أنه يجب مطالبة السلطة بمحاربة الفساد المتفشي في كل مكان
لايرى انه من الضروري تنحي مبارك عن موقعه لضمان وجود تداول سلمي حقيقي للحكم في مصر بعد ان قضى في موقعه 24 عاما
لا يرى انه يجب ان تتم اجراءات لمحاربة التضخم والبطالة والكساد والانهيار الاقتصادي الذي تمر به مصر
لا يقدم أي برنامج بديل يطالب الحكومة بالعمل به
انه لم يطالب باي شئ لصالح الوطن لقد قدم فقط طلبات من اجل مصلحة جماعته
ترى هل هذا هو ما تنبأ به فرج فودة في كتابة حوار حول العلمانية، حين طالب بالسماح بانشاء احزاب دينية لانهم عند نزولهم الى الساحة السياسية الحقيقية وسط التيارات الاخرى فعندئذ سينكشف فقرهم الفكري وفشلهم في ايجاد حلول حقيقية لمشاكل الوطن
كنت اعلم عن جماعة الاخوان تلونهم بكل اشكال الطيف للوصول الى اهدافهم، او كما عبر عنهم بكفاءة جار القمر حين وضع صورة مكيافيللي، ولكنني لم أكن أتوقع أن يقعوا في هذه الدرجة من التخبط والفشل

Saturday, July 23, 2005

رسالة إلى تيا

العزيزة الجميلة تيا غاندي

أكتب لكي هذه الرسالة وأنا أعلم أنك لن تقرئيها الآن بل ربما لا تقرئينها أبدا، ولكن إن حدث ووقعت في يدك بعد أن تعلمت القراءة أو بعد أن بلغت العشرين أو نحوها قد تعين أكثر ما تعنيه
في البداية لا أعلم اذا كنت تعرفين هذا الاسم الذي اناديكي به ام لا، فانا اعلم ان اسم غاندي ليس هو اسم والدك ولكنه الاسم الذي نعرفه به، في الحقيقة فنحن لا نهتم كثيرا بالاسماء والاشكال، بل قد تكتشفين اننا لا نعرف بعض ولهذا قصة طويلة
نحن نحيا في عالم مجنون أتمنى من قلبي ان يكون جنونه قد هدأ وانت تقرئين الرسالة، العالم يحيا في مرحلة ولا يعرف أحد إلى أين يتجه، أخر الأنباء الحزينة سمعتها صباح اليوم وأتتبع أحداثها وأنا أكتب رسالتي لكي حيث قام بعض المجانين بقتل اناس بلا أي داعي وذلك في وطننا مصر الذي أعتقد انكي ولدت فيه ولكن لا أعرف ان كنت لا زلت تحيين فيه ام لا، أنباء من الدمار والخراب والفساد تحيط بنا من كل مكان
ولكن ... وسط هذا العالم المجنون بدأت خلال الأعوام الماضية قصة عجيبة جميلة مثيرة، قصة كان والدك أحد روادها وفرسانها، هي قصة التدوين الذي قد تعتبرينه جزء من ماضي بعيد لم يعد أحد يعرفه أو يعيه، ولكن لنا كان يحمل طاقة أمل وبصيص نور
بدأ الكثيرون يستخدمون هذا العالم الافتراضي ليبعثوا به قصصهم وارائهم وأهآتهم وبين كل ذلك تجدين دائما أحلامهم
فأصبحنا نحلم بعالم أخر، نفضح عالمنا المجنون على أمل أن نصنع عالم عاقل، نشجع على العصيان على عالمنا الفاسد على أمل أن نصنع عالم نقي خالي من كل المساوئ التي ورثناها من أجيال سبقتنا وأخرى صنعها جيلنا بيديه أو ربما صنعته به الأقدار، ولكننا استطعنا ان نحيي آمال كنا نعتقد أنها ماتت فينا وكنا حتى وقت قريب نسير كالتائهين لا نعرف لنا طريق، فصنعنا هذا العالم، أو الأصح أنه صُنع لنا هذا العالم، الذي قد يعتبره البعض قصور في الهواء ولكنه لنا كان الطاقة التي تمدنا ببعض الهواء النقي الذي أصبح عزيز علينا في أيامنا هذه
وفي وسط دوامات من الاحاديث عما كان وما هو كائن وما يجب ان يكون، عالم من الفلسفات والنظريات والاتهامات عالم قصور الهواء الذي حدثتك عنه، ظهر لنا طيف جميل أتى من مدونة والدك – الذي نطلق عليه غاندي – كان هذا الطيف هو خبر انتظار وصولك إلى هذا العالم هذا الخبر الذي قدمه والدك برشاقة وجمال جعل بعض المدونين يبكون وأخرون يدعون وكل - كما قال رامي وهو أحد المدونين أيضا – كل بكى بطريقته ولكن الاكيد ان الجميع كانوا في انتظار وصولك بكل شغف وحب – قال والدك انه ينتظر وصولك خلال اربعين ساعة ولكنه قضى اربعة ايام قبل ان يزف لنا بشرى وصولك فلم نعرف بالتحديد تاريخ ميلادك ولكننا عرفنا فرحته بك التي اعلنها ايضا بمنتهى الجمال وجعلتنا جميعا نسعد بهذه الزهرة الجميلة التي تفتحت في وسط عالمنا العطشان الى الجمال، عن نفسي فور سماعي الخبر اتصلت بزوجتي لأزف إليها خبر وصول أميرتنا الجميلة وشاع بيننا جميعا جو من الفرح والسعادة أنسانا الكثير من مآسينا ولا شك أنه أنسى والديكي كل شئ سوى التأمل في النور الذي أشرق في منزلهما
كما أخبرتك من قبل نحن أصدقاء العالم الافتراضي الذي قد يكون أو لا يكون له وجود حقيقي فوالدك وأصدقاؤه وأنا وزوجتي وكل من نعرف قد لا يكون لنا وجود وان كان فربما هو مختلف تماما عن كل ما نعتقده عن الآخرين وربما يختفي البعض منا دون أن نعرف عنهم شيئا فنحن في النهاية افتراضيين ولكن ما أصبح مهم لي وربما لآخرين معي أن تكوني انت حقيقة وان لم نلتقي أبدا فالمهم اننا نؤمن انكي موجودة وانكي تمثلين شعاع نور هو أمل نريده جميعا ان يحيا ويكبر بداخلنا
في مدونة والدك كتب في يوم وصولك الكثير من الوعود كلنا قرأناها وتمنينا أننا كنا نحيا في عالم يعامل فيه الاباء ابناءهم على هذه الاساليب، وضحكنا وكل منا يتأمل في حياته ويفكر هل سيستطيع غاندي ان يفعل كل ما وعد به؟ واذا فعل هل ستعين أنت ما يفعل أم انكي ستكبرين وانت ناقمة على الأجيال القديمة التي لا تعرف شيئا كما يفعل كل جيل مع من سبقه
عموما انت امامك الحياة طويلة لترينها بعيونك انت وليس بعيون غيرك وحياة تصنعينها انت وليس من صنع اخر، نحن نحاول ان نقوم بما نستطيع لننقي العالم حتى متى جاء وقتك تكون مهمة بناءك للحياة أسهل، ولكننا لا نستطيع أن نعدك بذلك فكما أخبرتك نحن نحيا في عالم مجنون ولا نعرف كيف نعيده إلى صوابه وما نستطيع أن نعدك به هو أن نحاول ما نستطيع ولكي ولجيلك أن تكملوا الطريق ليت ذلك يخفف قليلا من نقمتك علينا فنحن نريد ان نترك لك عالما جميلا مثلك وسنبذل جهدنا لذلك
لقد قدم لنا والدك نظراتك الاولى للعالم، وبينما كان العالم ينظر اليكي اثق ان كل من شاهدك قد تمنى لكي الكثير الذي أرجو أن تناليه كله، عني فعندما قرأت كلمات والدك التي أعاد علينا فيها شعر جبران وهو يقول (أولادكم .... مع أنهم يعيشون معكم ، فهم ليسوا ملكا لكم) عندئذ تمنيت لكي "الحرية"فتمنين أن تعرفي طعمها الحقيقي وتعيشين انسانة حرة من كل القيود تسيرين في الطريق الذي ترسمينه لنفسك وتصنعين من الحياة ما تريدين، ولنظرة الجمال التي اطليتي علينا بها تمنيت أن تحاطي دائما بالجمال فتشبع دائما عيناكي ونفسك بهذا الجمال كما أشبعتنا فشكرا لك

درش
كوكب الأرض يوليو 2005م

Tuesday, July 19, 2005

قمع الفكر

كان خبرا حزينا أن اسمع عن قرار سيد القمني اعتزال الكتابة
وكان يوما اسود حين قرأت تعليقات حماة الارهاب وهم يعلقون

لقد اتسمت كتابات سيد القمني بالعمق والجرأة وكنت أنوي كتابة الشجاعة ولكن أعرف أن الآن هناك الكثيرون الذين يلومونه على قراره بالاعتزال تحت التهديد
وان كنت ممن يتمنون ان يعود إلى الكتابة ويصدق قول اسامة انور عكاشة حين قال ان سيد القمني لن يستطيع ان يتوقف وكنت اتمنى ان يعلن "بشجاعة" انه لا يهاب الموت ويستمر في الكتابة
ولكنني لا استطيع ان الومه فسهل علينا ان نطالب الاخرين بالمخاطرة باغلى ما يملكون ونحن نجلس مرتاحين لنقرا ما يكتبون واعادني هذا ليوم قتل الدكتور فرج فودة حين سمعنا خبر قتله وغضبنا وحزننا وربما امضينا في الحزن عدة ايام والبعض خرج في مظاهرة ضد الارهاب في جنازته، ثم ماذا؟اعدنا جميعا الى بيوتنا واعمالنا وحياتنا وكلما تذكرناه ربما نحزن ثانية او نراجع جرأته و"شجاعته" وعلمه ووضوح رؤيته ولكن ماذا عنه هو وقد خسر وجوده عل هذه الأرض؟ وماذا عن أسرته وأصدقاؤه وأحباؤه الذين خسروا واحدا منهم

لا استطيع أن ألوم سيد القمني عل قراره، ولكنني ألوم الفكر الذي قادنا إلى هذا الطريق الأسود
فكر الظلام الذي لا يعرف أحد من الذي يقوده ولكن كلنا نعرف ضحاياه ونعرف الجهلاء الذين يستخدمون كوقود لهذا الظلام
ونتيجة هذا القرار ليست فقط غياب كتابات سيد القمني ولكنها سيادة فكر الظلام، قتل فرج فودة كان كافيا لاقناع نوال السعداوي لمغادرة مصروتكفير نصر أبو زيد كان كافيا لابعاده هو الآخرولا نعلم كم أخرين سيسكتون وكم سيراجعون أنفسهم قبل أن يتكلموا بعد أن سمعوا بقرار سيد القمني
أقول هذا لمحامي الظلام الذي يقول ان الجماعات الاسلامية طوال عشرين عاما لم تقم سوى بثلاث محاولات قتل ضد المثقفين (فرج فودة، نجيب محفوظ، مكرم محمد أحمد) أوهل يعتقد أن ذلك ليس كافيا ليخيف الأخرين، ويجعل الكثيرين يراجعون انفسهم الف مرة قبل الكتابة ضدهم أو هل يظن أن ما يحدث في مصر لا يتأثر بقرار الخميني باباحة دم سلمان رشدي وقتل المخرج الهولندي فان جوخ وما يحدث بالعراق وافغانستان
هل من المفترض ان كل ذلك لا يخيف أحدا؟!!ا
اعتدت ألا أفهم المنطق الذي يتحدثون به ولكن ما يدهشني كل مرة هو أن هناك من يتقبلون هذا المنطق
سعدت بدعوة سقراط اعداد صفحتان لكتابات فرج فودة و سيد القمني واعتقد ان هذه هي افضل طريقة لمقاومة خفافيش الظلام، واتمنى أن ننجح فعلا في نشر كل ما كتبوه ليعلم الجميع أن الكلمة لا ترد إلا بالكلمة وأن الرصاص لا يقتل الكلام

Sunday, July 17, 2005

اليمن

نشر اليوم خبر أثار في الكثير من الأوجاع ، الخبر منشور على موقع الجزيرة، ولكن يمكن أن نقرأمنه النقاط التالية
اولا ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يحكم اليمن من 27 عاما
ثانيا تبعا لتعديل ما في الدستور فانه يمكنه إعادة ترشيح نفسه في انتخابات العام القادم
ثالثا باستثناء الرئيس الحالي فان الدستور قد حدد مدة الرئيس بمدتين فقط
رابعا علي عبدالله صالح أعلن أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات المقبلة
ترى هل هذا حلم جميل، أم يجب أن نسأل ما هو موقع ابن الرئيس علي عبدالله صالح؟ا

Monday, July 11, 2005

تقرير القضاة

لم أكن قد قرأت التقرير الذي أعدته لجنة نادي القضاة عن استفتاء الدستور فشكرا لبهية على أنها أشارت في تحليلها الجميل إلى المقالة المنشورة بالجريدة وتحتوي على نص التقرير ، بالطبع لا توجد مفاجات حقيقية في هذا التقرير فنحن نعلم أن الاستفتاء مثل كل حكومتنا مزور على نطاق واسع، ولكن لاشك انها شجاعة كبيرة من القضاة أن يتحركوا بهذا الشكل ونأمل أن يكونوا على موقفهم في فضح النظام في الفترة القادمة
استقطعت بعض أجزاء من التقرير هنا وبالطبع النص الكامل منشور في الجريدة ملئ بالقصص من فصيلة المضحكات المبكيات، ولكن من الملاحظات التي وردت نتبين أن حتى الأرقام التي تنشر في الجرائد وتعلن رسميا لا تتسم بالدقة لا اقول فقط التزوير الذي نعرفه ولكنهم حتى اعداد القضاة لا يعرفونها، إن الاستخفاف بالشعب البسيط الذي يستمد كل معلوماته من الأهرام وما شابه أصبحت تفوق التصور، هم يكتبون اي شئ ولايوجد من يراجعهم او حتى يجد منطقية فيما يكتبون، والكثير من شعبنا "المثقف" لا يستطيع أن يبدأ يومه من دون قراءة الاهرام ......وعجبي
هذه بعض مقتطفات من التقرير
اعترض عمل اللجنة عدة عقبات ومن بينها
ا3- استدعى اثنان من وكلاء النيابة للتحقيق بالتفتيش القضائى للنيابة العامة بمناسبة قيام كل منهما بجمع شهادات الزملاء عن وقائع يوم الاستفتاء بناء على تكليف لكل منهما بذلك من النادى الفرعى الذى هو عضو منتخب فى مجلس إدارته، وبعد لقاء بين النائب العام ورئيس نادى الإسكندرية ثم لقاء آخر مع بعض أعضاء مجلس إدارة النادى بالقاهرة، أمر النائب العام بإلغاء الاستدعاء، ووعد بالتعاون مع اللجنة. وكان لما سلف أثره فى إحجام الكثير من أعضاء النيابة عن التعاون مع اللجنة
ا4- طلبت اللجنة عن طريق مجلس إدارة نادى القضاة من وزارتى العدل والداخلية، تزويدها بأسماء القضاة المنتدبين لإجراء الاستفتاء والعمل المسند إلى كل منهم، وأسماء وأرقام ومقار اللجان العامة والفرعية، وأسماء رؤساء هذه اللجان وتلك، والنتائج التفصيلية لفرز الأصوات فلم تجب أى من الوزارتين بشيء
بالنسبة للبيانات المعلنة
بلغ عدد لجان الاقتراع 54350 لجنة فرعية قسمت على 329 لجنة عامة، ونلقت صحيفة الأهرام عن (غرفة العمليات المركزية بوزارة العدل) أن 11125 عضوا من الهيئات القضائية شاركوا فى الإشراف على الاستفتاء وأن المعتذرين 20 لأسباب مرضية، ولو صحت هذه البيانات لكانت نسبة رئاسة القضاة للجان الفرعية لا تتجاوز 20% منها، وهى نسبة وبفرض صحتها لا تسمح بالقول بأن إشراف القضاة كان كاملا
ولكن هذه البيانات غير صحيحة، ذلك بأن جميع قضاة محكمة النقض ومحاكم الاستئناف ومن فى درجتهم من الهيئات الأخرى لم يسند إليهم أى عمل من أعمال الإشراف على الاستفتاء، وعدد هؤلاء يزيد على ثلاثة آلاف عضو، ولم يزد عدد اللجان الفرعية التى رأسها أعضاء الهيئات القضائية بالفعل على 5% من عددها الإجمالى على ما سيلى ذكره
رصدت اللجان التى رأسها القضاة قلة الإقبال على التصويت فالعديد منها لم يحضر أمامه أحد من الناخبين ولم يتجاوز متوسط الحضور أمام باقى اللجان 3% من المقيدين أمامها، وعلى سبيل المثال فإن إحدى اللجان العامة بمحافظة الجيزة تضمنت 243 لجنة فرعية من بينها 12 لجنة برئاسة قضاة، ولم يحضر أحد أمام 11 لجنة من هذه الأخيرة. وهى صورة تكررت فى أغلب اللجان، ولم يفت أحد ضباط المباحث أن يعلق على ذلك بقوله لرئيس لجنة فرعية حضر أمامها أربعة فقط فى لهجة مازحة: عموما إحنا مش عاوزين نتعب البهوات كفاية علينا اللجان الثانية
خلص للجنة من استعراض ما سلف النتائج التالية
ا1. إن القول بأن أكثر من أحد عشر ألف قاض أشرفوا على إجراء الاستفتاء هو قول بعيد عن الحقيقة.
ا2. إنه لم يكن لرؤساء اللجان العامة رقابة أو إشراف حقيقى على أعمال اللجان الفرعية.
ا3. إن 95% من اللجان الفرعية أسندت رئاستها لموظفين لا استقلال لهم ولا حصانة وتعرضوا للترهيب من رجال الشرطة، وأفلتت تماما من رقابة القضاة، وكانت تلك اللجان مسرحا لانتهاك القانون وتزوير بيانات حضور الناخبين وبطاقات إبداء الرأى
ا4. إن بعض رؤساء المحاكم الابتدائية عاق محاولات القضاة الإشراف على اللجان الفرعية، وأعان على انتهاك القانون فى شأن عضوية تلك اللجان

Sunday, July 10, 2005

حرب الملل

راينا جميعا كيف تطورت في مصر الحركة المطالبة بالتغيير خلال الاشهر الماضية والتصاعد التدريجي للمظاهرات الذي لم تعرف حكومتنا الرشيدة كيف تتعامل معه فسكتت في البداية ثم حاولت المنع ثم انتقلت الى الضرب وطورت الضرب الى ان حدثت فضيحة الاستفتاء وكان عليها ان تتراجع فتحركت الى التعتيم الاعلامي والذي يبدو انه قد حقق بعض النجاح لدرجة انه عندما اتصل بعض الاصدقاء باقارب لهم في القاهرة والاسكندرية اخبروهم ان المظاهرات قد توقفت وكل شئ عاد كما كان وذلك مع متابعتهم لقناة الجزيرة
أي أن التعتيم بدا فعلا يؤتي ثماره
ثم ماذا؟ا
الخطوة التالية للتعتيم هي حرب الملل حكومتنا الرشيدة تراهن الان على ان من يحاولون رفع صوتهم بالمطالبة باسقاط النظام هيتظاهروا ويهتفوا ويصوتوا ومحدش سامعهم ويفضلوا كدة لحد ما يزهقوا
من متابعتي لاخبار المظاهرات عن طريق البلوجرز كان من الملاحظ ارتفاع المشاركة بعد موقعة الاستفتاء واكثر من مدون كتب ليقص ما راه في يوم الحداد ويوم الشموع ويوم السيدة موضحا انها اول مظاهرة يشترك بها ثم في مظاهرتي شبرا والزيتون وجدت البعض يشتكي من قلة المدونين مما القى بعض الحمل على من ذهب ثم مظاهرة امبابة؟؟؟؟؟ لم أجد لها أية تغطية بين المدونين
ترى هل يفتر الحماس
هل هي مرحلة التقاط انفاس استعدادا للتصعيد
هل انتقلت الحركة من المثقفين الى الشارع وعاد المثقفين الى مكتباتهم ليتابعوا من بعيد
ترى هل نجحت حرب الملل
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا أريد ان اتخيل الحياة في مصر اذا ما تراجعت حركة التغيير وعاد الكل الى حياته السابقة

Tuesday, July 05, 2005

الدين والسياسة : كلاكيت.....مرة

استكمالا للمناقشة مع ابن عبدالعزيز والتي اثرت ان اكملها هنا احب ان ابدا بمناقشة سؤاله ما الذي بفسد الدين في السياسة وبرغم اننا تكلمنا عن هذا من قبل فلا مانع من بعض الاضافات ، بالطبع انها ليست المبادئ التي ننادي بها جميعا مؤمنين او غير مؤمنين ولكنه التطبيق والذي ينسب شئنا ام ابينا الى الدين
تاريخيا لم يتغير حاكم واحد بناء على الشورى بل كان الجميع يحكمون حتى مماتهم فهل ننادي بهذا ؟ الخلفاء الراشدون تقاتلوا ليغيروا الحكم لأنه لم تكن هناك وسيلة اخرى، ان كان المبشرين بالجنة لم يجدوا وسيلة لاقصاء الحاكم المبشر بالجنة الا بالقتال فترى هل هذا افساد السياسة للدين ام اصلاح الدين للسياسة؟
الدولة الاسلامية قامت بغزو الدول المجاورة وهو احتلال صريح لا أجد في المفاهيم الحالية ما يبرره حتى ان كانت هذه الشعوب مغلوبة على امرها فيصبح منطق الفتح هو منطق الامريكان في غزو العراق ولكن الامريكان يماطلون في الانسحاب اما الجيش العربي فلم يضع ابدا مبدأ الانسحاب قيد البحث
فهل تصلح هذه المبادئ لان تعلن باسم الدين؟ والامثلة كثيرة ولكن ......ا
هل اخطا الخلفاء الراشدين لانهم لم يقيموا انتخابات ديمقراطية لاختيار الحاكم بدلا من القتال؟ هل اخطات الجيوش العربية عندما احتلت الدول المحيطة ولم تنسحب؟ في رايي انهم لم يخطئوا ولكنهم كانوا يطبقون مبادئ عصرهم
لم يكن الانسان قد توصل الى درجات النمو والرقي والتقدم التي وصل اليها الان، نعم تحدث المجازر والمآسي الان تحت كل مسمى ولكنني لا ازال اعتبر الانسان قد نما في رقيه عبر العصور وهنا ليس مجال هذا الموضوع ولكنني اردت ان اوضح ان الانسان هو الذي يتطور والسياسة هي اداة بشرية بحتة فلا يمكنها ان تكون اكثر تقدما من الانسان ولكن الدين ليس كذلك الدين يضع الكثير من المبادئ والاسس التي يسير عليها البشر ولكن متى جئنا الى التفاصيل فان الدين يسير خلف الانسان اي انه ينتظر نمو الانسان حتى يستطيع ان يتقبل التغيير
افهم ان يرفض مجتمع القرن السابع ان يرتدي احد البنطلون الجينز حتى اذا اعتبروه من المفسدين في الارض قد يكون لديهم الحق ولكن لا يمكن ان يكون ذلك في القرن الواحد والعشرين – وقد حدث ذلك في مدينة نجف العراقية ايا كان مبررهم
اذا كان الدين يقبل تغير الانسان فاين المشكلة؟ المشكلة تكمن في ان الانسان لا يستطيع ان يقبل ذلك بسهولة وفقهاء القانون لا يستطيعون كذلك اذا ما وضع نص المرجعية الدينية فان العقول لا تستطيع ان تعمل بكفاءة وذلك مثلما حكم احد قضاتنا في مصر – وليس في افغانستان – بالجلد على المخرجة ايناس الدغيدي واخر حكم على نصر حامد ابو زيد بتطليق زوجته برغم ان الزوجة اعلنت انها تؤمن بكل ما يؤمن به زوجها، وقاضي اخر حكم على متهم بالاعدام في ميدان عام وحدد موقع الاعدام امام نادي الشمس وفي الاستئناف حصل هذا المتهم على البراءة
ما الذي يؤدي الى كل هذا التخبط؟ انه وجود المرجعية الدينية بثوبها الفضفاض في الدستور

بخصوص المثل الذي ذكرته عن افلام البورنو في الولايات المتحدة - والتي بالطبع لا تشمل القنوات المشفرة – هي مثل جيد لان كل ما طرحته يصبح قابلا للنقاش هذا اذا كانت مرجعية الدولة مرجعية انسانية – من الذي يحدد ما يعرض ومتى وفي اي موعد ولاي سن وما هو السن المناسب عقليا ونفسيا وجسديا لقبول ذلك لقد استخدمت الراي الذي ياخذ بالنمو الجسدي فقط وهذا حقك ولك ان تجادل عليه وهنا يمكن للجميع ان يدرسوا علميا ونفسيا واجتماعيا ودينيا كل جوانب الموضوع ولكن اذا ما استخدمنا المرجعية الدينية فقط فمن الممكن ان ياتي احدهم بحديث او راي فقهي ان سن البلوغ الجسدي هو المعيار الوحيد – وأعلنت مثل هذه الاراء عند مناقشة سن الزواج - وعندئذ نغلق كل ابواب البحث الاخرى لسبب بسيط ان احد المراجع اصبح اعلى من الباقين بمسافة كبيرة وبالتالي اذا ما اثبت شئ فلا جدوى لبحث النواحي الاخرى لان له وحده الكلمة الاخيرة

وهنا ناتي لاستنتاجك من المثل الامريكي ان المجتمع الامريكي له مرجعية حتى لو لم يضعوا عليها يافطة بالطبع ان له مرجعية وبالطبع الدين موجودا في اطار اي بحث قانوني او اجتماعي – وان كنت لم افهم اي مرجعية هي التي تقصدها أو تعتقد انها تجيب عن اسئلتك - ولكن اليافطة هي المشكلة اذا ما وضعت يافطة مرجعية تفوق كل المرجعيات الغيت البقية ولا تعتقد انهم سيقفون في الالغاء عند (ما ورد به نص) في المناقشات الشهيرة حول ضرورة اعلام الزوجة (او الزوجات) اذا ما قرر الزوج ان يتزوج بزوجة جديدة افتى الكثير ممن يسمون بالعلماء انه طالما لايوجد نص يلزم الزوج بذلك فان ذلك يعتبر قيد غير سليم على حرية تعدد الزوجات وبالتالي فهو قيد غير شرعي والزواج الجديد زواج سليم حتى لو لم تعلم الزوجة (او الزوجات) الاولى، انهم لا يتوقفون فقط عند رفض معارضة او ايجاد تفسير جديد للنص ولكنهم يتوسعون الى انه اذا لم يوجد نص فلا مجال لاصدار القانون !!!!!ا

الامثلة التي ذكرتها عن المبادئ الدينية التي رايت انها تضيف للسياسة ولا تنقص من الدين ليست حقوقا مطلقة – كما اتمنى ان تكون ممن يعلمون ذلك – ا
" الجزء الذي يامر بالوفاء بالعهود واحترام الاتفاقيات"
هل ينطبق ذلك على رفض عمرو بن العاص عزل معاوية بن ابي سفيان بعد ان اتفق مع جيش على بن ابي طالب على عزله وبالتالي هل هذا عدم وفاء بالعهد ام انه يندرج تحت ان الحرب خدعة
"الجزء الذي يامر بعدم البدء بالاعتداء والركون للسلم افضل"
هل ينطبق ذلك على قيام الدولة الاسلامية ببدء الحرب على الدولة الرومانية وكل الدول المجاورة ام ان ذلك مقبول في اطار نشر الدين والحق والعدالة (وبالمسمى الامريكي نشر حقوق الانسان)ا
"الامر بالشوري واخذ الاراء وبحث الوضع"
متى اخذ راي الرعية في حكم دولة اسلامية على مر التاريخ؟؟؟؟ ان الشورى طبقت على مجموعة يختارها الحاكم وهو بالمناسبة المنطق السعودي في تعيين مجلس شورى ليس للشعب علاقة باختياره لتاخذ السلطة مشورتهم ويظل رايهم استشاري غير ملزم وهذا هو تفسيرهم للشورى ولا يوجد في التاريخ ما يعارض ذلك

"هل الحديث عن الظلم والظالمين في كل ركن في القران مثلا يعين علي سياسية عادلة ام يفسد السياسة ؟"
هل نظام العبيد – الذي اشارت له ايهاث - والذي كان موجودا طوال قرون طويلة من الحكم الاسلامي ولم يلغى الا بعد ان الغي في الغرب هل هذا النظام لم يجد من يراه مناقضا للعدل؟ا
"اي جزء تتحدث عنه ....لان الدين ليس كلمة مجردة"
انا اتحدث عنه كله وعن عباراته المطاطة التي دائما ما يتعامل معها فقهائه على انها محددة ودقيقة ويملك اصحابها الحق المطلق في كل ما يتكلمون فيه، بينما كثيرا ما تضيع منهم الحقيقة

وقد استخدمت الامثلة من الدين الاسلامي لانه في الحقيقة ان المطروح امامنا ليس المرجعية الدينية ولكن المرجعية الدينية الاسلامية ولكن ايمانا مني بان اصولنا لا تقف عند الاربعة عشر قرنا الماضية فقط فلا مانع من بعض الامثلة الاخرى

ا- بعد دخول الامبراطور الروماني قسطنطين الى المسيحية تحولت الدولة الرومانية بما فيها مصر الى المسيحية فهل ياترى عندما نقول ان مصر كانت تدين بالمسيحية قبل دخول الاسلام هل نعني ان المصريين كانوا جبناء ام منافقين أم ما الذي اقنعهم فجأة بالمسيحية عندما تحول الحاكم الى هذه الديانة

ا- عندما اختلف قسطنطين الملك – الذي تعتبره الكنيسة قديسا – مع البابا اثناسيوس – والذي تعتبره الكنيسة قديسا ايضا – وقرر الملك عزل البابا ونفيه فايهما كان على صواب واذا ما كانت القداسة لا تعصم من خطا فهل يمكننا ان نقبل حكما باسم المسيحية حتى لو كان الحاكم قديسا؟ا
ا- في العصر المسيحي وتحت اشراف بابا الاسكندرية تم حرق وتدمير معابد الوثنيين بالرغم من انه كانت هناك بقية لا تزال تملك الشجاعة لتعبد عبادة تخالف الملك وعند دخول العرب بعد ذلك بحوالي ثلاث قرون وجدوا جزيرة صغيرة اقام عليها البعض معبدا لاوزوريس حيث كانت العبادة تتم في السر

ا- في ذات العصر المسيحي تم نفي كل اليهود من مدينة الاسكندرية

ا- العصرالفرعوني الذي يحتوي على العديد من مظاهرفخر المصريين لم يقدم فقط كل مظاهر الحكم الدكتاتوري الكامل وتأليه الحاكم ولكنه ملئ ايضا بقصص الصراع على السلطة بين الاسرة الحاكمة وبعضها وبينها وبين النبلاء وصراع كبير مع الكهنة على من يملك السلطة الحقيقية

أرجو ان يكون واضحا انني انظر الى التاريخ من منظورنا الحالي واعلم تمام اليقين ان اخراج هذه الاحداث من اطارها التاريخي هو تصرف مخل بقواعد الحكم السليم على تلك المراحل ولكنني افعل ذلك متعمدا لان هذا هو اسلوب من ينادون بالعودة الى الحكم الديني وان في الماضي كانت هناك عصور سعيدة واننا الان نشقى لبعدنا عن جذورنا وان الحل الحقيقي لنا هو تطبيق ما كان مطبقا سابقا والحقيقة ان التاريخ ملئ بالتعاليم التي لاشك يمكن ان تفيدنا اذا ما تعلمنا كيف تقراه

لقد تكلمت في التفاصيل التي ارادني ابن عبدالعزيز ان اتكلم فيها ولكنني لا زلت اقول ان المشكلة هي في المبدأ فلا احد يريد ان يلغي الدين او ان يتم تجاهله عند تنظيم شئون المجتمع ولكن النص على ذلك قانونا هو مشكلة كبيرة لا يسهل التعامل معها، لذا اكرر انك اذا كنت تعني باستخدام المرجعية الدينية هي لافتة دعائية لجذب البسطاء والجهلاء فانني اعتقد ان ذلك لعب بالنار لا يؤدي الا الى مآسي ولا ادعي انني املك البديل وبالرغم من ان الكثيرين قد استثمروا الدين اسوأ ما يمكن وشحنوا الجهلاء بارائهم واصبحت مقاومتهم في غاية الصعوبة وبما ان انا ايدي في المية وانني لست من السياسيين الذين يسعون للحصول على اصوات الناخبين فانني املك رفاهية ان اتكلم بما اراه الحق كما املك الرفاهية انه عندما يعرض علي خيارين كلاهما مُر ان ارفضهما كلاهما وانا لا املك خيار جديد

اما ان كنت تريد الدعوة الى نظام جديد فانني لا زلت لم استطع ان اتبين ملامحه حتى الان ولكن نصيحة مخلصة اذا ما كنت تقرأ كتابات التيار السياسي الاسلامي ان تحترس من الوقوع في ملكية الحقيقة المطلقة والشائعة في كتاباتهم واقول ذلك تعليقا على ردك عن سقراط – وان كنت ارجو ان ترد هي على ما كتبته – ولكنني اريد التعليق على عبارتك ".....هذا الطرح نفسه خلافي ولا يتفق عليه اكثر المؤمنبن في الارض من اي دين بمعني هاتي اي انسان له عقيدة ..وسيقول لكي العكس" فقد انتقلت في عبارة واحدة من
خلافي
الى لايتفق عليه اكثر المؤمنين
الى اي انسان له عقيدة سيقول لكي العكس

بغض النظر انني لا اؤيد ما تقول وانا اعتبر نفسي ان لي عقيدة ولكن اردت ان احذرك من هذا الفخ الذي يقع فيه الكثيرين فلا يوجد بيننا من يعرف الحقيقة كاملة ولا يوجد بيننا من يستطيع ان يجزم بان الراي الفلاني هو راي كل الناس ببساطة لان اتفاق الناس على شئ هو من المستحيلات التي استطيع ان اؤكد انها لا يمكن ان تتم على اي شئ وعذرا اذ اعتبر هذه حقيقة مطلقة الى ان يثبت العكس
:)

Monday, July 04, 2005

المواطنة أم الطائفية

هذا البيان اعلن الشهر الماضي وحتى الان في صباح اليوم 4 يوليو فان الموقعين عليه هم 74 توقيع فقط فهل هذا العدد يعكس حجم التاييد الفعلي لهذا البيان؟ وبالرغم من انه يبدو ان اغلبية الموقعين هم من المسيحيين فهل هذا يعني ان المسيحيين مترديين في الموافقة عليه؟ واين المسلمين؟ هل يعتقدون ان هذا بيان يجب ان يصدر عن المسيحيين؟ ، شخصيا بالرغم من انني قرات البيان من قبل فانني لم أتبين ان هناك امكانية للتوقيع من على الانترنت الا اليوم فهل نقص العدد يعود الى الجهل بالبيان ام الى رفض لمحتواه؟ا
--------------------------------------------------------
إلى جميع المصريين

بيان إلى كل من يحب مصر
لا للفرز السياسي على أساس ديني
نعم للمساواة والمواطنة الكاملة

الموقعون على هذا البيان نخبة من المصريين، و هم من مختلف فئات الشعب المصري وأطيافه الاجتماعية والسياسية، وقد لاحظنا في الفترة الأخيرة ازدياد وتيرة الحديث عن موقف الأقباط من الدعوة للتغيير السياسي في مصر، وظهور اتجاهات تريد تشكيل الأقباط في فصيل سياسي منفصل عن السياق المصري العام، الأمر الذي يكرس مفهومي الطائفة والأقلية الدينية، وهما من المفاهيم التي نرفضها جملة وتفصيلاً

ولذا رأينا توضيح الآتي
التأكيد علي مسيرة شعبنا المصري العظيم التي بدأت منذ ما يقرب من مائتي عام نحو تأسيس الدولة المدنية الحديثة القائمة على القانون والمؤسسات وصولاً إلى حق المواطنة الكاملة، تلك المواطنة التي يصبح بها الجميع مواطنون مصريون أولاً وأخيراً. وقد آثرنا إصدار هذا البيان بسبب ما أثير محاولات لتأسيس موقف قبطي من التغيير السياسي، وهو ما يعني- ضمنا- إعادة فرز الحياة السياسية على أساس ديني، والتعامل مع الأقباط بوصفهم كتلة سياسية واحدة أو طائفة بالمعنى السياسي للكلمة، وهو الأمر الذي نرفضه رفضاً قاطعاً لكونه يتناقض مع كل ما أنجزته الحركة الوطنية المصرية من تطور نحو تثبيت ركائز الدولة الحديثة. وننوه إلى أنه ليس من حق أحد التحدث بإسم الأقباط في الساحة السياسية بالمطلق، كما نرفض كل محاولات تحويلهم لكتلة سياسية واحدة، فمنهم الأعضاء في الأحزاب السياسية على اختلاف توجهاتها، ومنهم من يشارك في المجالات المهنية والثقافية والفنية والاقتصادية، ومنهم من آثر الانسحاب من العمل العام ضمن أغلبية الصامتة من الشعب المصري

نرفض رفضاً قاطعاً كل محاولات تمزيق الوطن على أسس دينية أو طائفية أياً كان مصدرها، وفكرة التمييز السياسي على أساس ديني أو طائفي أو عائلي، والأحزاب الدينية والدولة الدينية، كما نرفض بشدة الابتزاز الطائفي تحت أي مسمى أو سبب. وانطلاقا من ذلك نعلن رفضنا القاطع لفكرة التمثيل الطائفي في المجالس الشعبية والتشريعية أو التوظيف الطائفي أو العائلي في الوظائف العامة. ونؤكد رفضنا للتعامل مع الأقباط بوصفهم فصيلا سياسيا أو طائفيا منفصلا. وندعو جميع المصريين إلي العمل من أجل إلغاء كل مظاهر التمييز في المجتمع المصري، بما فيها مظاهر الوساطة والمحسوبية وتوريث الوظائف العامة فضلاً عن التمييز الطائفي والديني، ولنعمل معاً من أجل الوصول إلى اليوم الذي تكون فيه معايير الكفاءة والنزاهة هي القيم الرئيسية التي يؤمن بها كل المصريين في تزكيتهم للقيادة والإدارة

نعلن دعمنا الكامل ومشاركتنا في الدعوة للتغيير السياسي الشامل وضبط إيقاع العمل السياسي الوطني في مصر، بما يضمن صالح الوطن والحرية الكاملة للمواطنين، ونؤكد رفضنا المطلق لكل المحاولات التي تقوم بها بعض القوى السياسية في داخل الحكم أو خارجه للالتفاف على رغبة الشعب المصري في الإصلاح

نؤكد حق الشعب المصري في المطالبة بتغيير الدستور، ليواكب كافة المتغيرات التي حدثت في المجتمع المصري ليحقق عقداً إجتماعياً جديداً يضمن مبدأ المساواة والمواطنة الكاملة، التي تعني حق المشاركة الفعلية و الفعالة في إدارة الوطن في أي موقع كان لكافة المواطنين دون تمييز. كما يضمن تفعيل حق الشعب في اختيار كافة القيادات السياسية وفق ضمانات حقيقية تتيح المساواة الكاملة للجميع أفراداُ وأحزاباً- للترشح والتنافس والانتخاب وصولاً لحكم رشيد يعمل لصالح الوطن والمواطن

كما نؤكد أن حركة المصريين جميعاً التي تعمل في اتجاه المواطنة الكاملة في دولة حديثة متقدمة تجعلهم معنيين بوجوب ضمان إلغاء كل أشكال الالتباس في الساحة السياسية الحالية بسبب سيطرة السلطة التنفيذية على كل من السلطتين التشريعية والقضائية، وصولاً لضمان قدرة الشعب على اختيار ومساءلة المسئولين التنفيذيين أياً كانت مواقعهم في السلطة بطريقة دستورية حقيقية وليست صورية، ودون خوف من بطش الأجهزة الأمنية

ندعو جميع الأحزاب والتيارات السياسية أياً كانت مشاربهم ومواقفهم إلى السعي لجعل مبدأ المواطنة الكاملة والمساواة بين كافة المواطنين قضية إجماع وطني لا تحتمل التأجيل أو الالتفاف عليها أو التلاعب بها. بل إننا نطالب الأحزاب والقوى السياسية بإدراج صيغ قانونية محددة في برامجها تعلن بوضوح عدم التمييز بين المواطنين على أساس الدين أو المذهب وإقرار الآليات الواجبة لضمان عدم تجاوز هذا المبدأ

عاشت مصر حرة وأبناؤها أحرار

القاهرة يونيو 2005

التوقيعات

Sincerely,

The Undersigned