Monday, July 04, 2005

المواطنة أم الطائفية

هذا البيان اعلن الشهر الماضي وحتى الان في صباح اليوم 4 يوليو فان الموقعين عليه هم 74 توقيع فقط فهل هذا العدد يعكس حجم التاييد الفعلي لهذا البيان؟ وبالرغم من انه يبدو ان اغلبية الموقعين هم من المسيحيين فهل هذا يعني ان المسيحيين مترديين في الموافقة عليه؟ واين المسلمين؟ هل يعتقدون ان هذا بيان يجب ان يصدر عن المسيحيين؟ ، شخصيا بالرغم من انني قرات البيان من قبل فانني لم أتبين ان هناك امكانية للتوقيع من على الانترنت الا اليوم فهل نقص العدد يعود الى الجهل بالبيان ام الى رفض لمحتواه؟ا
--------------------------------------------------------
إلى جميع المصريين

بيان إلى كل من يحب مصر
لا للفرز السياسي على أساس ديني
نعم للمساواة والمواطنة الكاملة

الموقعون على هذا البيان نخبة من المصريين، و هم من مختلف فئات الشعب المصري وأطيافه الاجتماعية والسياسية، وقد لاحظنا في الفترة الأخيرة ازدياد وتيرة الحديث عن موقف الأقباط من الدعوة للتغيير السياسي في مصر، وظهور اتجاهات تريد تشكيل الأقباط في فصيل سياسي منفصل عن السياق المصري العام، الأمر الذي يكرس مفهومي الطائفة والأقلية الدينية، وهما من المفاهيم التي نرفضها جملة وتفصيلاً

ولذا رأينا توضيح الآتي
التأكيد علي مسيرة شعبنا المصري العظيم التي بدأت منذ ما يقرب من مائتي عام نحو تأسيس الدولة المدنية الحديثة القائمة على القانون والمؤسسات وصولاً إلى حق المواطنة الكاملة، تلك المواطنة التي يصبح بها الجميع مواطنون مصريون أولاً وأخيراً. وقد آثرنا إصدار هذا البيان بسبب ما أثير محاولات لتأسيس موقف قبطي من التغيير السياسي، وهو ما يعني- ضمنا- إعادة فرز الحياة السياسية على أساس ديني، والتعامل مع الأقباط بوصفهم كتلة سياسية واحدة أو طائفة بالمعنى السياسي للكلمة، وهو الأمر الذي نرفضه رفضاً قاطعاً لكونه يتناقض مع كل ما أنجزته الحركة الوطنية المصرية من تطور نحو تثبيت ركائز الدولة الحديثة. وننوه إلى أنه ليس من حق أحد التحدث بإسم الأقباط في الساحة السياسية بالمطلق، كما نرفض كل محاولات تحويلهم لكتلة سياسية واحدة، فمنهم الأعضاء في الأحزاب السياسية على اختلاف توجهاتها، ومنهم من يشارك في المجالات المهنية والثقافية والفنية والاقتصادية، ومنهم من آثر الانسحاب من العمل العام ضمن أغلبية الصامتة من الشعب المصري

نرفض رفضاً قاطعاً كل محاولات تمزيق الوطن على أسس دينية أو طائفية أياً كان مصدرها، وفكرة التمييز السياسي على أساس ديني أو طائفي أو عائلي، والأحزاب الدينية والدولة الدينية، كما نرفض بشدة الابتزاز الطائفي تحت أي مسمى أو سبب. وانطلاقا من ذلك نعلن رفضنا القاطع لفكرة التمثيل الطائفي في المجالس الشعبية والتشريعية أو التوظيف الطائفي أو العائلي في الوظائف العامة. ونؤكد رفضنا للتعامل مع الأقباط بوصفهم فصيلا سياسيا أو طائفيا منفصلا. وندعو جميع المصريين إلي العمل من أجل إلغاء كل مظاهر التمييز في المجتمع المصري، بما فيها مظاهر الوساطة والمحسوبية وتوريث الوظائف العامة فضلاً عن التمييز الطائفي والديني، ولنعمل معاً من أجل الوصول إلى اليوم الذي تكون فيه معايير الكفاءة والنزاهة هي القيم الرئيسية التي يؤمن بها كل المصريين في تزكيتهم للقيادة والإدارة

نعلن دعمنا الكامل ومشاركتنا في الدعوة للتغيير السياسي الشامل وضبط إيقاع العمل السياسي الوطني في مصر، بما يضمن صالح الوطن والحرية الكاملة للمواطنين، ونؤكد رفضنا المطلق لكل المحاولات التي تقوم بها بعض القوى السياسية في داخل الحكم أو خارجه للالتفاف على رغبة الشعب المصري في الإصلاح

نؤكد حق الشعب المصري في المطالبة بتغيير الدستور، ليواكب كافة المتغيرات التي حدثت في المجتمع المصري ليحقق عقداً إجتماعياً جديداً يضمن مبدأ المساواة والمواطنة الكاملة، التي تعني حق المشاركة الفعلية و الفعالة في إدارة الوطن في أي موقع كان لكافة المواطنين دون تمييز. كما يضمن تفعيل حق الشعب في اختيار كافة القيادات السياسية وفق ضمانات حقيقية تتيح المساواة الكاملة للجميع أفراداُ وأحزاباً- للترشح والتنافس والانتخاب وصولاً لحكم رشيد يعمل لصالح الوطن والمواطن

كما نؤكد أن حركة المصريين جميعاً التي تعمل في اتجاه المواطنة الكاملة في دولة حديثة متقدمة تجعلهم معنيين بوجوب ضمان إلغاء كل أشكال الالتباس في الساحة السياسية الحالية بسبب سيطرة السلطة التنفيذية على كل من السلطتين التشريعية والقضائية، وصولاً لضمان قدرة الشعب على اختيار ومساءلة المسئولين التنفيذيين أياً كانت مواقعهم في السلطة بطريقة دستورية حقيقية وليست صورية، ودون خوف من بطش الأجهزة الأمنية

ندعو جميع الأحزاب والتيارات السياسية أياً كانت مشاربهم ومواقفهم إلى السعي لجعل مبدأ المواطنة الكاملة والمساواة بين كافة المواطنين قضية إجماع وطني لا تحتمل التأجيل أو الالتفاف عليها أو التلاعب بها. بل إننا نطالب الأحزاب والقوى السياسية بإدراج صيغ قانونية محددة في برامجها تعلن بوضوح عدم التمييز بين المواطنين على أساس الدين أو المذهب وإقرار الآليات الواجبة لضمان عدم تجاوز هذا المبدأ

عاشت مصر حرة وأبناؤها أحرار

القاهرة يونيو 2005

التوقيعات

Sincerely,

The Undersigned

4 Comments:

At 13 July, 2005 12:42, Blogger ايمان said...

و كأنك تقرأ أفكاري، فانا بصدد إنهاء كتاب يناقش هذه المسالة تحديدا، لا اعرف بالطبع هامش الحرية المسموح لنشره، علي كل حال أنا أناقش فيه مسالة المواطنة و الحق في الارض من منطلق غير مألوف و ليس به كلام كبير و لا حاجة بالعكس فلقد قصدت أن أكتبه حتي يفهمه إبني البالغ من العمر 11 عام و هو الامل الذي اعمل من أجله ، أن أتوجه لجيل ابنائي حتي ينشأوا بعيدا عن التعصب و خلط المفاهيم و التغييب المنتشر اليوم. مصر لنا كلنا لأننا في الأصل و منذ البداية و حتي النهاية جميعا مصريين، و لا يمكن إنكار المصرية علي أي منا

 
At 13 July, 2005 12:55, Blogger Darsh-Safsata said...

وكأنك تقرأ أفكاري
فضل لا أدعيه وذنب لا أنفيه

ليس لي فضل في الكلام المنشور فهو عائد إلى من أعدوا هذا البيان وأعلنوه
كل ما قمت به هو نشره فقط

لا أعرف بالطبع هامش الحرية المسموح لنشره
من الجميل في البلوجر انه لا توجد رقابة حقيقية على ما ينشر لذا فليتك تنشرين كل ما تشائين
أما ان استطعنا ايضال هذه الأفكار إلى الأطفال فاعتقد ان هذا من أكبر الانجازت التي يمكن لأحد أن يقوم بها
فارجو أن تمدينا بالمعلومات عن كل ما ينشر في هذا السياق

 
At 13 July, 2005 13:32, Blogger ايمان said...

هذه هي المقدمة، و سأوافيك بالفصول تباعا
مقدمة الكتاب:إلي محمود، مروان، ريما، جيلهم:
عل فهمهم للحياة و قيمها العميقة يكون أفضل
علهم يحبون الوطن أكثر منا جميعا


ورثت حب "عبد الناصر" عن أبي، أيا كان رأيك السياسي فيه إلا إن رمز التحدي و التمرد الذي طبعه في وجداني لا يقاوم.
كما ورثت كتب أبي و محاولاته الشعرية في حبه لأمي، صور له و لأصدقائه في الخمسينيات و الستينيات، أشرطة "أم كلثوم" و الأهم ذكريات كثيرة جميلة تختلط فيها شوارع وسط البلد الواسعة كالمدى في نظري وقتئذ، عندما يصطحبني لنمشي بجوار قصر عابدين و قد اعتليت حافة السور المنخفض حتى أطول قامته و هو ممسك بيدي، برحلات رأس البر بسيطة العشش الهادئة بحرا و نيلا، الناس الودودة التي جاورتنا، أصدقاء أبي و أمي، مسرح العرائس "صحصح لما ينجح" ، "الليلة الكبيرة"، لقطات لا تفارقني: لفيلم "غرام في الكرنك" الذي ينعش الروح كلما شاهدته و يجعل الحياة في عيني أجمل، و مسلسل "القاهرة والناس" الذي كان يعاد صباحا، شكلوا جميعا خلفية ذكرياتي، والكثير من الكلمات عن الوطن الرائع الذي يضمنا و المستقبل الأروع الذي ينتظرنا، كان أبي شديد الرومانسية و التفاؤل!

كنا أصغر من شيئين: أن نحلم مع شباب الخمسينيات، نهتف ضد الاستعمار، العدو الواضح، نحمل الثوار علي الأكتاف في المظاهرات و نهتف بما نؤمن به... البلد
و ما نحبه.... الحرية، ضد ما نتحداه... الاحتلال و ما نرفضه..... الانحرافات السياسية و غيرها.
يوحدنا تأميم القناة وبناء السد العالي، "العالي".... كما كانت كرامتنا ذات يوم...!
كما يجمعنا الانكسار، يلفنا و يعتصرنا ألم الهزيمة...
وكنا أصغر من أن نغتنم الفرصة، نطفو علي السطح كورد النيل الخانق، نسطو علي كنوز المغارة مع "علي بابا" و كل "بابا" أخر و نكون شركاء لعصابة الأربعين بدأ من السبعينيات و ما بعدها.

كل ما حصلنا عليه طفولة تفوح منها رائحة زهر الياسمين في ليالي الصيف، نزهة علي صفحة نهر لم يلوث ولم يحجب أو يحتجب و لم يخصخص بعد، حواديت "ماما سلوى حجازي" الناعمة الرقيقة.

كانت طفولتنا هي أخر ما عشناه وعشقناه حقيقة قبل طوفان الزيف، قبل أن يبدأ البيع بالمزاد العلني و قبل أن يصيح البائع و المرابي و الحامي و الحرامي و كل من كان:
( آلا أونا.... آلا دووا..... آلا تري..) و يكتسح جراد الابتذال أمامه كل شئ ليأكل كل أخضر.

ماذا لو سافرت في الزمن و تجاهلت( الواقع) و الأيام و الأحزان و الأوهام و ركضت إلى أيامي (سنواتي) (البريئة)الجميلة استقبلها بملء أحضاني و أشواقي و عذابات روحي و يأسي من انتظار الحلم الغائب،الغائم، الضائع بين تفاصيل اليومية المعتادة و المكرورة، الهارب مهزوما أمام كل الإحباط و التنازلات الواقعية.
أن اكتب مرة أخرى، اخرج مشاعري المحبوسة طليقة علي الأوراق يحنو عليها القلم و يستنطقها حتى تجهر بما تحمله و تخبئه من آمال عريضة كانت، عرض السماوات الزرقاء البعيدة و التي مع بعدها كنا نلمسها بأكفنا الصغيرة الممتدة إلى وهج الشمس تمسك به و هو يتدفق من نوافذ الحجرات متسللا من فتحات الشيش في أيام الشتاء الدافئة، و هو يسطع دافعا الضياء بكل قوة إلى عيوننا المغلقة و نحن نصيح فرحا و مرحا، أولاد و بنات نلهو ببراءة، أطفالا، و نهيم بدقات الحب الأول، مراهقين، علي شاطئ الإسكندرية الحبيبة التي كانت هي الأخرى.
ماذا لو كتبت عن....عن من؟ و عن ماذا؟ إن الأحلام الصغيرة و الرائعة التي غلفت أيامي الجميلة اكبر من أن أتحدث عنها ببساطة و أنبل من ألا اذكرها

ووجدتني بعد حديث مطول مع واحد ممن عاشوا الزمن (الجميل) الجليل، أتبادل معه الحنين إلى تلك الأيام، بداية السبعينيات التي عاشها هو شابا و رجلا في مقتبل العمر و عشتها أنا طفلة. تلمع في عقلي الفكرة و تومض ببريق له حنين خاص: الحرب.... إن ذاكرتي لا زالت تحتفظ بطزاجة وقع الأحداث في تلك الفترة ، ووجدتني أقرر، سأكتب عن "الفريق فؤاد عزيز غالي"، ذلك الرجل الذي لم أقابله في حياتي أبدا و لكنني منذ كنت طفلة في الثامنة، علق اسمه بذاكرتي بشكل ودود للغاية، حتى إنني لفرط ما تأثرت به كنت أتخيل تفاصيل حياة هذا الرجل و أتعجب، و لماذا هذا الاسم دونا عن غيره لا أزال احتفظ به في مكان واضح من عقلي الواعي منذ طفولتي، ثم اكتشفت شيئا أخر أن ذاكرتي احتفظت به علي هذا الشكل (العزيز الغالي) و هو الاسم الذي كان يطلقه عليه خالي الذي عمل معه لسنين طوال صعبة لكنها مليئة بالكرامة و الإرادة و الحياة.

لقد ارتبطت الحرب و ذكرياتها بأحاديث خالي عن ذلك الرجل، قد يبدو غريبا أن نرتبط بمن لا نعرفهم من مجرد أحاديث الآخرين عنهم غير أن الصدق و الحب اللذان كانا يشعا من عيني خالي كلما ذكر هذا الرجل و ذلك التعبير الشجي الذي يكسو ملامحه و يزيل تجاعيد الزمن و المرض و الهزيمة أمام الأيام القاسية، كل ذلك و غيره كان يربطني و يقربني من شخص عرفته من خلال حب من زاملوه و حدثوني عنه.

تري من هو هذا العزيز الغالي؟
وكان الحديث الذي دار مصادفة بيني و بين رفيق السفر الذي عمل هو الآخر بنفس الفرقة، الفرقة 18 مشاة، هو ما دفع بالفكرة إلى بؤرة العمل، لقد أردت دوما أن اعبر عن لحظات حلوة و مبادئ راقية و أحاسيس بالغة الرقة و الحزن و القسوة أحيانا مرت بجيلي و ترجمت حبي للوطن في الغربة، ضياع الأحلام، تحطم الصور، الرموز و القيم و سخطي من الظلم في أحضانه و لم أجد أكمل من هذه الفترة فأعبر عنها لتعبر عني.

 
At 14 July, 2005 09:30, Blogger Darsh-Safsata said...

لغة رشيقة وأسلوب شيق
أعترف لكي أنني عادة ما أخشى هذا الأسلوب عند الحديث في السياسة حيث أشعر أن الرومانسية التي يتميز بها تسبب نوعا من التخدير يغيب معه العقل وتسحب الانسان بسلاسة حيثما يريد الكاتب/ة أن يأخذه

وهي أداة يستخدمها بعض ممن لا أتفق مع فكرهم فأشعر أنهم يقودون الناس حيث لا أريد

ولكن إن كنا نتحدث مع الصغار هل يمكن أن نحدثهم بأسلوب أكثر تعقيداً؟ لا أعتقد ذلك
بل الأكثر من ذلك هل هذا هو الحل لخلق نوع من التواصل بين المثقفين والاخرين؟ ربما
فأنا أعرف أنني لم أكن ممن يجيدون التواصل بسهولة مع من يختلفون معي ثقافياً لذا فأنا لست مؤهلاً للحكم هلى هذا الأمر

ولكن ما أعرفه هو أن المقدمة أعجبتني وأحسست براحة وجمال فيما أقرأه وانتظر بلهفة لأقرأ ما سيلي
فشكراً لكي

 

Post a Comment

<< Home