Wednesday, July 26, 2006

كفاية وأخواتها

يقال أن بدايات نشأة حركة كفاية كانت أثناء المظاهرات التي نظمت احتجاجا على العدوان الأمريكي على العراق، وأنه بعد النجاح في تنظيم بعض المظاهرات تحاور النشطاء في (ماذا بعد؟) أو (وماذا عن مصر؟) وعندها تقرر بدء التحرك ضد تجديد الرئاسة لحسني مبارك أو الإعداد لتوريث الحكم لجمال وكانت أول تظاهرات كفاية في ديسمبير 2004

    ذكر البعض ان مظاهرة كفاية لم تكن الأولى وإن بعض الحركات الأخرى قد سبقتها إلى ذلك وحتى ان اسم كفاية كان مستخدما من قبل حركة أخرى قبلها، ولكن لأسباب لا مجال لبحثها هنا اشتهرت الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) أكثر من غيرها وإن كان لا يمكن أن ينسب لها الفضل وحدها في كل التحركات السياسية التي جرت هلال العام ونصف الماضيين، لذا فإن لأخواتها دور قد لا يقل ان لم يزد عن دورها. ولكن مثل الكثيرين الذين تجاوبوا مع شعار كفاية كنت من الموقعين على بيان الحركة وشاركت في بعض مظاهراتها ورفعت شعارها سواء في المظاهرات أو في غيرها

      وحين عَرَََََََََفت الحركة نفسها على الموقع تحت عنوان (من نحن) أوضحت في الديباجة أن الأوضاع الإقليمية كانت من العوامل المؤثرة على نشأة الحركة ومن ذلك العدوان الأمريكي على العراق والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ولكنهم أجمعوا - بجسب تعبير البيان - على أن الإستبداد الشامل، هو السبب الرئيسي في عدم قدرة مصر على مواجهة هذه المخاطر مما يستلزم إصلاح شامل، سياسي ودستوري، يضعه أبنائها قبل أن يزايد البعض به عليهم تحت أي مسمى
      ولذا فقد حددوا – أيضا في تعريفهم لمن نحن – أنه للخروج من الأزمة الطاحنة يتطلب البدء فوراً في
      أولاً: إنهاء إحتكار الحزب الحاكم للسلطة
      ثانياً: وإلغاء حالة الطوارئ وكافة القوانين الإستثنائية المُقيدة للحريات
      ثالثاً: وتعديل دستوري فوري يسمح بانتخاب رئيس الجمهورية ونائبه من الشعب مباشرة لمدة لا تزيد عن دورتين ، ويحد من الصلاحيات المطلقة للرئيس
      رابعاً: ويحقق الفصل بين السلطات
      خامساً: ويطلق حرية تكوين الأحزاب وإصدار الصحف وتكوين الجمعيات، ويرفع الوصاية على النقابات
      سادساً: وإجراء إنتخابات برلمانية نزيهة وحقيقية تحت إشراف مجلس القضاء الأعلى ومجلس الدولة، بدءاً من إعداد كشوفها حتى إعلان نتائجها

      كان تضامني مع الحركة هو أساساً لأنني شعرت أنها وضعت يدها على النقطة الصحيحة وهي الاستبداد الشامل بحسب تعبيرهم، وان من هنا نستطيع البدء في اصلاح الأوضاع في مصر واستعادة دور مصر التاريخي
      إن تعامل الحركة مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ومعركة استقلال القضاء وحرية الصحافة كل ذلك كانت أمور تندرج تحت الأهداف التي حددتها الحركة في طرق الوصول إلى الحل

        مؤخراً كان من الواضح إن الحركة دخلت في دائرة مفرغة وحالة من التوهان لا تعرف معها كيف تتحرك وبدأت "اجتهادات" من العديد من الأفراد أدت إلى الكثير من التحركات – التي اعتبرها ايجابية – مثل اعتصام ميدان التحرير وما تبعه من حركة التضامن مع القضاة ولكن ظهرت تحركات أخرى مثل الدعوة للتظاهر ضد الصور المسيئة للرسول في الدانمارك وغرق السفينة السلام في البحر الأحمر والتي أعتبرها كلها من التحركات التي تبعد عن الهدف، والآن بدأت موجة التظاهر ضد الغزو الاسرائيلي للبنان
          انضم أعضاء كفاية إلى المتظاهرين في الأزهر للتظاهر، رأيت من الصور المنشورة على الموقع أعضاء لكفاية يتظاهرون ولكنني لم أرى شعاراتها ولكنني رأيت المصاحف وصور حسن نصر الله، لقد كانت كفاية ترفض أن تنضم لها جماعات بشعاراتها المنفردة وتصر على أن من ينضم لها ينضم كأفراد ويبدو أن هذا ما حدث في الأزهر حيث انضمت كفاية كأفراد تحت الشعارات الدينية ودعاوى الحكم الديني لمنظمي المظاهرة هناك

            وددت أن أسأل ما هو الهدف من هذه المظاهرات؟ وما هي مطالب المتظاهرين؟؟
            أهو إدانة الغزو الاسرائيلي للبنان؟ أمر أؤيده ، وأؤيد أن تخرج المظاهرات في القاهرة لإدانة الجرائم الاسرائيلية التي تتم هناك، فان هذه الإدانة هي عمل قومي يمكن القيام به، ولكن تحت أية لافتات وتحت أية مطالب؟

              دينوا اسرائيل كما تريدون ولكن ماذا تطلبون؟
              حزب الله يطالب بتبادل الأسرى
              أحد اعضاء الإخوان في مجلس الشعب المصري طالب بالغاء معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية وإعلان الحرب
              يمكن أيضاً أن نطالب بانسحاب اسرائيل من شمال اسرائيل حتى يقيم حزب الله منطقة أمنية عازلة، أو نطالب بانسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وندعو قوة دولية لتولي تأمينها إلى أن تتفق لبنان وسوريا لمن تعود هذه الأراضي

                أنا شخصيا لا أطالب بأي من المذكور أعلاه ، أنا أطالب فقط بوقف النار الفوري والانسحاب الاسرائيلي من لبنان وغزة ودفع اسرائيل لتعويضات عن الدمار والجرائم التي قامت بهم

                  ولكن الأكيد أنني لا أطالب بتأييد أحد المحسوبين من المرتزقة المطالب بدولة دينية وحرب دينية ويتلقى دعمه من دولة اسلامية (إيران) ودولة تعدم المنتمي للجماعات الإسلامية (سوريا) ولا يرى أحد أي مشكلة في ذلك
                  بالتأكيد أنني لا أشارك في مظاهرة ترفع صور حسن نصرالله أو تؤيد جماعته
                  ولا أشارك في المظاهرات أو الأنشطة التي تدعو إلى قيام دول دينية لا في مصر ولا في غيرها ولا يكفيني أن يكون هؤلاء أعداء لألد أعدائي فذلك لا يغير من الأمر شئ

                    فاسمحوا لي أنني أحتاج أن أقول إن أي ما يحدث تحت هذه اللوحات
                    IS NOT IN MY NAME

                      ولكفاية وأخواتها أقول لا تنشغلوا عن القضية الرئيسية : الحكم الاستبدادي هو الهدف الذي الذي يجب أن نركز عليه كل قوتنا وان تشتيتها لا ينفعنا في شئ، الحكومة واجهزة اعلامها تشارككم الضجيج (عند إدانة العدوان الأمريكي على العراق تحرك الحزب الوطني للقيام بمظاهرة في استاد القاهرة داعياً إلى قيام مظاهرة المليون) وقد انتبه أحد الكتاب – ونشر موقع كفاية مقاله – إلى أن الحكومة قد رفعت سعر البنزين يوم الجمعة السابق لاجازة 23 يوليو لضمان انشغال الشعب في اجازة لمدة 3 أيام وانشغالهم بمتابعة أحداث لبنان، وفي هذا التوقيت تتجه كفاية وأخواتها للتخطيط للتظاهر ضد اسرائيل !!!! مافائدة أن الحركة بها من يفكرون ويحللون المخططات الحكومية إن كنا في النهاية نساهم في الضوضاء الحكومي الهادف إلى التغطية على فشل شعاراتهم الاقتصادية؟؟؟

                        إن وصلت الحكومة المصرية إلى قمة فشلها فانها يمكنها أن تعلن الحرب على اسرائيل لأنها في هذه الحالة تضمن صمت المعارضة، انشغال الجميع بالحرب، انشغال الجميع عن الفشل الاقتصادي الحكومي، انشغال الجميع عن الفساد الحكومي، استمرار أو زيادة العمولات المحصلة من تجارة السلاح
                        فاحذروا لما تطلبون، إن أي شعب على الأرض في ظل الحروب يكون أكثر تأييدا لحكومته من أي وقت أخر مما يجعل العديد من الحكام يلجأون إلى الحروب للتغطية على تراجع شعبيتهم
                        لا أقول إن الحكومة ستقوم بإعلان الحرب ولكنني أقول انتبهوا لما تطلبون، أدان الكثيرين الموقف الحكومي المتخاذل ولكن لم يخبرني أحد عما يريده منهم
                        إن أردتم أن تحرروا لبنان فابدأوا من القاهرة وان أردتم أن تحرروا القدس فيحب أن تحرروا القاهرة ودمشق وعمان، قبل هذا لا تضيعوا جهودنا في الهباء
                        **********

                          لا شك أنه أثناء المعارك الحربية فإن أخر ما يريده أي وطني أن يتم هدم الروح المعنوية سواء للشعب أو للمحاربين، وهو ما دعى القائمين على الإذاعة المصرية أثناء حرب 67، وبعد أن توقفت وزارة الدفاع والرئاسة، إلى إذاعة بيانات عن استبسال الجيش المصري في الدفاع بالرغم من أنهم كانت بين أيديهم كل الحقائق من وسائل الاعلام الأجنبية، فترى هل كان الصواب يوم السادس والسابع والثامن من يونيو أن يقال للشعب لقد انهزمنا أم يقال اننا نقاتل ببسالة
                          بصفة شخصية فأنا دائما ما أرى أضرار المعلومات الكاذبة أكثر من فوائدها، لذا فاسمحوا لي أن أقول ان لبنان قد هزم، أمر يحزنني ولاشك ولكن يجب أن نعي الحقائق كما هي
                          لو فرضنا أن اسرائيل قد رضخت الآن وانسحبت من الجنوب اللبناني ووافقت على تبادل الأسرى وسلمت مئتين من السجناء اللبنانيين والفلسطينيين مقابل الإفراج عن جندييها فقد انهزمنا
                          إن حجم الخسائر الذي تعرضت له لبنان هو الخسارة الكبرى التي لا يعوضها شئ ان قتل المئات من اللبنانيين وتدمير الاقتصاد اللبناني هو خسارة لبنانية تفوق أية مكاسب تتحدث عنها الميليشيات
                          قال حسن نصرالله ان المنازل التي هدمت سوف تبنى من جديد والبنية التحتية سيعاد انشاؤها ولكنه لم يقل لنا ماذا سيفعل للقتلى وأسرهم، وأي احساس سيعود به الأسير المفرج عنه وقد قتل في سبيل الافراج عنه اخرين لم يختاروا الموت بل سقط على منازلهم ولم يكنوا من المقاتلين بل العديد منهم من الأطفال الذين لا علاقة لهم بما يتم
                            الهدف هو تحرير القاهرة وكل ما عدا ذلك فهو مضيعة للوقت

                            5 Comments:

                            At 26 July, 2006 12:53, Blogger ahmad said...

                            تمام كده يا درش
                            أنا قلت كلامك وو عدت و زدت
                            علي مدونتي
                            ولقيت ردود بتدافع بمبررات أغلبها متمثلة بإن دي قضية بتحشد الناس!! و ان احنا محتاجين أصوات الشعب معانا... و طبعا أنا ما اقتنعتش بالكلام ده نهائي.. لإن الحركات الوطنية دورها توعي الناس لحقوقهم.. و تحركهم تجاه مصالحهم .. مش تهيّج الجمهور و تمشي مع الرايجة..

                            و الحمد لله... من التعليقات .. و تدوينات زي تدوينتك .. عرفت اني مش لوحدي..
                            ناس كثير قوي شايفة زينا بردو... و اسمحلي اتساءل

                            هل بسبب التعاون المقبل ما بين كفاية و الاخوان أصبح لزاما على كفايه تبني مواقف الاخوان و قضاياهم .. حتي تضمنهم إلى جوارها؟

                            احتمال

                             
                            At 26 July, 2006 23:47, Blogger Joly said...

                            بداية أود أن أحييك على هذا التحليل الجيد للأحداث في كفاية .. لقد كنت من البداية من أشد المتحمسين لحركة كفاية لكني لا أدري لماذا أشعر بأن هناك تخبط في مواقفهم تلك الأيام ..
                            أظن أن تلك المظاهرات الأخيرة التي قامت بها الحركة تمت بسبب الاندفاع الحماسي الذي نعانيه كلنا تجاه لبنان .. فغابت للأسف الرؤية الصحيحة للموقف ..
                            أنا لست ضد قيام مظاهرات من أجل الدول العربية فنحن في الآخر جميعا في مركب واحد و لم يسبب ما حدث و يحدث لنا سوى نظرية أنا أولا .. لكن في ظل غياب الرؤية المناسبة لماهية مطالبنا ينقلب الأمر إلى حماس لا أكثر ..
                            لست مع أننا يجب أن نفكر في القاهرة فقط ، فالأمور كلها متصلة معا .. لكننا حين نتحرك كان يجب أن نعرف نتحرك نحو ماذا .. لقد أقامت المظاهرات لكن دون مطالب محددة (منطقية و معقولة) ففقدت هكذا أثرها المطلوب ..
                            و أظن أن حان الوقت لحركة كفاية أن يحددوا أولوياتهم في المرحلة المقبلة و يحاولوا استعادة تأثيرهم الذي أجد - بصراحة - أنهم بدأوا يفقدونه الآن ..

                             
                            At 27 July, 2006 09:00, Blogger Darsh-Safsata said...


                            أحمد: أعرف شعورك وعن نفسي فانني حتى اصبحت غير قادر على متابعة أغلب المدونات حاليا
                            بسبب حالة الزهق من تكرار نفس الكلام الذي أراه اندفاع عاطفي لا منطق وراءه
                            طبعا الحركة محتاجة الناس معاها وتتبنى قضايا جماهيرية لكن مش دي الطريقة
                            أنا من المقتنعين بضرورة تعاون كل فصائل المعارضة معا، ولكن تعاونهم على الهدف المشترك وهو اسقاط الحكم الحالي ليس أكثر
                            ولا يمكن أن يتم تبني قضايا لمجرد ارضاء فصيل ما دون قناعة بتلك القضايا
                            ولكنني لا اتفق معك في ان ما تفوم به كفاية هو ""مغازلة" للاخوان
                            كفاية كانت خاضعة منذ نشأتها لسيطرة اليساريون
                            وهذا واضح حتى من تعريفهم الذي اشرت اليه او البيان التأسيسي
                            وكان اليساريون دائما في مقدمة أي تجمع ضد اسرائيل
                            وكانت لهم دائما تحركات مشابهة لما يتم
                            فاعتقد ان ما يقومون به هو عن قناعة ذاتية وليس مجاملة لأحد

                            جولي: عاش من شافك
                            :)
                            أتفق معك في موضوع الاندفاع الحماسي
                            ولكن ان كان ذلك مقبولا من الجماهير فهو غير مقبول من حركة المفترض انها تقود المعارضة في المرحلة الحالية
                            بالطبع انا اؤيد أي تحركات - وليس فقط المظاهرات - لمساندة الدول العربية وغيرها
                            ولكن هذا يتطلب ان نعرف ما الهدف الذي نتحرك لاجله وان كنا نستطيع دفع ثمن هذه المساندة
                            في عام 48 و 67 لم يكن هناك نقص في الحماس ولا الرغبة في المساعدة
                            ولكن كانت القوات تتحرك وظهرها مكشوف
                            لا يستطيع اي جيش (او شعب) ان يخوض معركة بظهر مكشوف
                            بينما عام 56 نجح القرار السياسي والتحرك الدبلوماسي ان ينقذ الجيش من المذبحة التي اعدت له
                            كما نجح في الحفاظ على الأرض من الضياع
                            لذا اقول القاهرة أولا
                            ليس لانها اكثر اهمية ولكن لاننا لا نستطيع ان نحارب والقاهرة مُخرَبة

                             
                            At 27 July, 2006 14:09, Anonymous Anonymous said...

                            ta7leil aktar men ra23
                            Fady w

                             
                            At 28 July, 2006 07:34, Blogger Ahmoss said...

                            اعتقد ان كلاهما متخبط الان الحكومة و كفاية لكن كفاية لها عذرها نظراً لضعفها
                            بالاضافة الى ان الشعب كله مدمن شعارات واغاني وخلافه وده طبعاً لان بعد شوية زعيق بتحس ان ضميرك ارتاح وتلاقي الناس حواليك عمالين يقولولك هدي نفسك يا راجل ،وبالتالي تحس انك ناضلت وعملت اللي عليك.
                            عموما لسه برضه بحترم كفاية لان اللي بيعملوه افضل من صمتنا الرهيب

                             

                            Post a Comment

                            << Home