Tuesday, December 13, 2005

لنتعلم من المعارضة

الخاسر الأكبر: المعارضة

شكلت المعارضة معا جبهة موحدة ولم أفهم كثيرا اسباب عدم انضمام الغد للجبهة، كما لم أفهم ما هو التنسيق الذي اعلنوا انهم سيقومون به سواء فيما بينهم او مع الاخوان، ولكن ما كان ظاهرا للجميع هو غياب أي تنسيق مشترك حقيقي ولا اي مظهر من مظاهر تحالف سياسي اللهم الا بعض المؤتمرات الصحفية أو جملة (الجبهة .....) التي تكتب أحيانا وتنسى غالبا ، والأمثلة متعددة على حالة عدم التعاون بينهم فمثلا: (خالد محيي الدين خسر مقعده امام مرشح الاخوان ، وفي احد دوائر المنيا - على ما اعتقد - تمت انتخابات الاعادة بين الوفد والتجمع، والامثلة كثيرة على تواجههم مع الاخوان او مع الغد او حتى فيما بينهم، كما لم ارى شعارا موحدا يستخدمه اعضاء "الجبهة")

لذلك فانني لا اعتقد انه كانت هناك فعلا جبهة معارضة موحدة، ولكن كانت هناك مجموعة من الكيانات الصغيرة تتنافس بشكل اساسي مع الحزب الوطني (بمستقليه طبعا) وبشكل جزئي تتنافس مع الاخوان ومع بعضها البعض، ولكن كقول الشاعر (تعددت الأسباب والموت واحد) حيث بالرغم من عدم التنسيق فانني اعتقد انه لم تكن هناك اختلافات كبيرة بينهم في اسلوب إدارة حملتهم الانتخابية وبالتالي أسباب فشل هذه الحملة، وفي اعتقادي ان المعارضة لم تكن تمتلك أي من الأدوات التي استخدمها كل من الحزب الوطني والاخوان

ومن المهم أن نحاول أن نقرأ معا مظاهر فشلهم، قبل أن نبحث في أسباب الفشل، وأعني هنا الحملة الانتخابية أكثر مما أعني فشلهم في الوصول إلى المقاعد

1- اعتدنا سابقا على التزوير المباشر الذي تقوم به الحكومة، وكان من المعروف أنه بعد كل انتخابات ستعلن المعارضة أن الانتخابات مزورة ولا تعبر عن ارادة الشعب وانهم لم يستطيعوا الوصول للبرلمان بسبب هذا التزوير، ولكن الأمر مختلف هذه المرة، نعم كان هناك تزوير مباشر (أي وببساطة تغييرنتيجة التصويت) وكان هناك الكثير من عمليات التزوير غير المباشر (البلطجية واقفال اللجان وترهيب الناخبين والرشاوي الانتخابية وما شابه) ولكن مع كل ذلك لا تستطيع المعارضة أن تعلن أن السبب الوحيد لنتائجها الهزيلة هو التزوير، ببساطة لان الاخوان تعرضوا لما تعرضت له المعارضة ومع ذلك فان نتائجهم تقارب عشرة أضعاف احزاب المعارضة مجتمعة، أو على الأقل هذا ما يراه المواطن العادي

2- لاشك عندي ان المعارضين تعرضوا لوسائل كثيرة لحجبهم عن الناخبين، مثل نزع الدعايات او منع المؤتمرات والى اخره، ولكنني لا اعتقد ان الدعاية السلبية كان لها دور حقيقي في فشلهم، لا اعتقد ان الشعب لم ينتخبهم لانه لا يريدهم او انه يعتقد انهم ملحدين وكفرة وفاسدين ولصوص و..و..و لكن ببساطة لم تكن اسماءهم معروضة للمنافسة، لم يكن هناك من يفكر هل ننتخب فلان المعارض ام فلان الاخواني ام فلان الوطني؟ هذا السؤال لم يكن محل بحث، واعتقد انه كان نجاحا كبيرا لاجهزة الحكومة التي ارادت بوضوح ان تظهر انه لا بديل لها الا التيار السياسي الاسلامي، كان الناس يتجادلون عن الاخوان والوطني ولا يعلمون بوجود طرف ثالث

3- لاحظت مثلا ان واحدة مصرية قد دعت الى انتخاب المعارضة بالاسكندرية بل ونشرت اسماء مرشحيهم، واعتقد انها بذلت مجهود كبير في ذلك، ولكنها ذكرت انها ذهبت يوم الانتخابات تبحث عمن تنتخبه وتخشى ان تنتخب مستقلا تابعا للوطني !!! لم أعرف ان كان ذلك بسبب عدم وجود مرشحين للمعارضة في دائرتها ام لانها لم تستطيع الوصول الى اسمائهم

مثل اخر عند صاحب الأشجار الذي ذكر انه قبل يوم الانتخابات كان يسعى جاهدا للوصول الى معرفة اية شخصيات معارضة في دائرته وعندما وصل لأسماء على الانترنت اكتشف يوم الانتخاب ان احدهم غير موجود بالقائمة فسعى لان يبعد صوته عن الوطني والاخوان وكفى (بالمناسبة يا عمرو يبدو انك كنت تنتخب في مدينة نصر ولا اعرف ان كنت علمت ان الغد قد رشح باسل عادل الحيوان في هذه الدائرة ام لا، عموما انا لم اكن اعرف ان هناك مرشح للوفد في دائرتي الا منك)

تكررت القصص عند مدونين من الواضح انهم من المعارضين (وليسوا من الاخوان) في رحلة للبحث عن مرشح يصلح للانتخاب وكان بحثهم يمتد الى لحظة وقوفهم خلف الستار وهم ممسكين بورقة الانتخاب!! نحن نتحدث هنا عن شباب متحمس راغب في المشاركة، الكثير منهم خاطر بالكثير في مظاهرات ومسيرات وتعرضوا لوسائل قمع متعددة ومصرين على الاستمرار، فان كان هؤلاء لم يعرفوا من هم مرشحين المعارضة في دوائرهم، فهل كان لهؤلاء أمل في النجاح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مع احترامي لكل من ذهب الى الانتخابات آملا أن يفوز أحد غير الوطني والاخوان، ولكنه حتى يوم الانتخاب لم يكن يعرف من سينتخب (وقد كنت اصر دائما على القيام بذلك في عدد من الانتخابات السابقة) هل يعتقد أن صوته حقا له تأثير؟ صحيح أنه حرم مرشح يرفضه من أن يحصل على صوته، وربما أثر على امكانية ان يتم تزوير صوته، ولكن هل يمكن لذلك أن يغير من نتيجة التصويت؟ صراحة ما اظنش

4- النتيجة الواضحة ان المعارضة العلمانية لم تكن مطروحة اصلا في الشارع المصري !! و لا اعتبر ذلك الا فشلا كبيرا لتنظيمها للانتخابات، من السهل ملاحظة ان المعارضة كانت تفتقر للتمويل وكانت تتعرض لضغوط هدفها تهميش وجودهم مع تركيز واضح من الحكومةعلى اسقاط بعض الرموز مثل ايمن نور او كمال خليل، ولكن يظل في اعتقادي ان سبب الفشل الحقيقي يعود الى سوء ادارة الحملة لنحاول ان نراجع معا ما الذي لم يقوموا به او كان يجب ان يتم بشكل مختلف لتحقيق نتائج افضل

- للحديث بقية -

4 Comments:

At 16 December, 2005 00:04, Blogger Alexandra said...

أنا أسفة اني ما عديتش هنا من بدري (أشعر بأسف مش بعتذر)
الموضوع على الجرح ويستاهل قراية تانية

 
At 16 December, 2005 14:36, Blogger Darsh-Safsata said...

منورة يا الكسندرا، ومافيش حاجة تستاهل الأسف، دي مجرد قراءة لما يحدث مافيهاش جديد يعني

 
At 02 January, 2006 15:57, Blogger Joly said...

أوافقك أن ما حدث للمعارضة كان سبب كبير منه غياب التخطيط و الدعاية اللازمة ، و لم يعد من المجدي الحديث عن التزوير و الأموال التي تنفق ..
لم يكن للمعارضة برنامج واضح و الأحزاب التي لديها برنامج واضح لم يكن لديهم الفاعلية الكافية لنشر تلك البرامج و الأفكار على الناس فعملوا برأي "اللي عاييزنا يجينا" ..
أظن أن غياب الفكر و البرامج المحددة عن أحزاب المعارضة هو الذي كان سببا مباشرا في تلك النتائج الهزيلة التي منيت بها المعارضة

 
At 04 January, 2006 07:56, Blogger Darsh-Safsata said...


اهلا بك يا جولي في السفسطة :)
صحيح ان غياب الفكر والبرامج المحددة هو موضوع هام، ولكن كما شرحتي لنا في تعليقك السابق فان ايضا الوطني والاخوان لم تكن لهم برامج وبالرغم من ذلك حققوا ما حققوه

فمن الواضح ان الدعاية المدروسة تؤثر في الكثيرين اكثر من البرامج المفيدة
وأيضا كما قلتي فان الخاسر هو الناس،

فهل صعب ان نحلم بوجود من يملك البرامج الجيدة ويعرفون كيف يقومون بعمل الدعاية ام انها كما قال علاء "ان المعارضة ما كانتش واخداها جد" فنحتاج الى من يعرف ويثق اكثر في امكانية التغيير

 

Post a Comment

<< Home