Saturday, October 08, 2005

مصلحة من

بالرغم من أن الرأي العام وربما جهات كثيرة قد يكون لهم تأثير على مجريات الأمور السياسية في العالم، ولكن لعلنا نتفق في أن مصلحة الحكومات تكون عادة المحرك الرئيسي للسياسة العالمية
ومن هذا المنطلق دار بذهني تساؤل عن مصلحة الحكومات في انتهاء المجازر واستتباب امن في العراق، لا شك أن مصالح الحكومات تتعارض حينا وتتفق حينا، ولكن لنحاول التفكير في مصلحة الدول التي قد يكون لها تاثير في مجريات الأمور
.
- الدول العربية: لقد عارضت أغلب الحكومات العربية التدخل الأمريكي في العراق وبالرغم من أن هذه المعارضة كانت مستأنسة تماما وهي تعكس في الواقع عجزهم عن أن يكون لهم أي دور فاعل على المستوى المعلن، ولكن من جهة أخرى فأنا أعتقد فعلا في معارضتهم الحقيقية لهذا التدخل لسبب بسيط وهو "ان البيته من زجاج ... لازم يحترم نفسه" ان هذا التدخل يخيف أغلب الحكام العرب على اختلاف اتجاهاتهم خوفا من أن يصبح مقدمة للتدخل في باقي الدول، بل انني استطيع ان اقول ان عدم استقرار الوضع الأمني في العراق يصب في مصلحة الحكومات العربية اذ انه يعلن رسالة واضحة لحكام الولايات المتحدة ومن قبلهم الرأي العام الأمريكي من أن احتلال دولة عربية واسقاط حاكمها ليس نزهة وخسائرها على الجانب الأمريكي ستكون كبيرة
.
- إيران: ليس من مصلحة الحكومة الايرانية وجود الجيش الأمريكي على حدودها الغربية وهو يشكل خطرا كبيرا عليها وبالرغم من ان استتباب الأمن في العراق قد يكون الوضع الأمثل لانسحاب الجيش الامريكي الا انه في ذات الوقت يشكل خطرا حقيقيا اذ ان الولايات المتحدة قد تستغل هذا الهدوء على الجبهة العراقية لبدء الهجوم على ايران، بالاضافة الى ان الولايات المتحدة متواجدة بالفعل على الحدود الشرقية لايران في افغانستان والحدود الشمالية في قواعدها بتركيا وجنوبا في أسطولها في الخليج، وبالإضافة إلى اشتراك ايران مع الدول العربية في ذات المصلحة - في هذا الموضوع - فانها اكثر منهم ميلا الى أن تظل الجبهة العراقية مشتعلة مما قد يعيق الخطط الأمريكية لمهاجمة ايران لصعوبة فتح جبهة جديدة
.
- سوريا وتركيا وايران: تشترك هذه الدول في تخوفها الشديد من السعي لاقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق والتي ستصبح فيما بعد المنغص الحقيقي لاستقرار المنطقة باكملها وليس فقط تقسيم العراق ولكن تقسيم الدول الثلاث أيضا، وفي ظل الاوضاع الغير مستقة في العراق حاليا يصبح من الأرجح أن قرار التقسيم سيؤجل خوفا من اشتعال الموقف الى درجات يصعب السيطرة عليها وتجد الولايات المتحدة نفسها طرف عسكري مباشر في هذا النزاع نظرا لوجود قواتها على الأرض
.
- الولايات المتحدة: دون الدخول في تفاصيل نظرية المؤامرة، ومن وجهة النظر" المصلحية " ألا تؤدي هذه الحرب إلى زيادات كبيرة في الانفاق العسكري وكان لها دورا ليس قليلا في ارتفاع اسعار البترول؟ (الجهات التي دعمت بوش في حملته الانتخابية كانت شركات البترول وشركات السلاح - وكان من أهم اسباب فوزه في المرة الأولى على آل جور هو دعم لوبي السلاح الذي هو اللوبي الوحيد الذي يتفوق نفوذه على اللوبي اليهودي الذي دعم آل جور، ناهيك عن الاسنثمارات المباشرة لأعضاء الادارة الامريكية في هذه الشركات والتي رفضوا بيعها عندما تولوا السلطة كما هو معتاد مع الادارات الامريكية السابقة) ومن الجهة الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية فان استمرار وجود الجيش الأمريكي في العراق يساعد في السيطرة على أحد أكبر احتياطيات البترول العالمية ويجد موقع متقدم عسكريا قرب مناطق النزاع في الشرق الاوسط بصفة عامة وايران بصفة خاصة وقرب الحدود الجنوبية لاوربا - في حال انضمام تركيا - وبالرغم من ان اوربا لا تزال تصنف على انها حليفة للولايات المتحدة فانه ولاشك ينظر اليها نظرات شك على المدى الطويل
.
- القاعدة: بالرغم من انها ليست حكومة رسمية الا انها جهة فاعلة على الساحة العالمية ومصبحتها لا تحتاج إلى إيضاح
.
ترى من تبقى ليساند الشعب العراقي على تخطي هذه المحنة التي يدفع ثمنها كل يوم أفراد لا ذنب لهم سواء من الشعب العراقي أو حتى الجيش الأمريكي؟
ان المرحلة المقبلة لو لم تشهد نمو قوي في ثقافة شعوب العالم وزيادة دورهم في صياغة سياسات الدول فاننا لن نرى سوى استمرار المآسي في كل مكان في العالم ،
ان استمرار التعامل مع الثقافة والسياسة على أنهم من الأنشطة المترفة لبعض الفئات المحدودة العدد مع عالم تشابكت مصالحه إلى أقصى درجات التعقيد لن يكون من مصلحة هذا الكوكب

1 Comments:

At 21 October, 2005 00:04, Anonymous Anonymous said...

كردستان!

أعتقد ان حال الأكراد سيكون أفضل لو استقلت كردستان فعلا، و سنرى البرهان على ذلك قريبا في العراق، فهم كشعب أنشط و أكثر همة من جيرانهم العرب المشغولون بحروب الكلام. و هم لن يجدوا صعوبة في الاندماج في الفلك الأوربي، و بأسهل من الاتراك، إن هم نجحوا في تأسيس دولة علمانية مدنية.

لكن فعلا ماذا سيكون الحال عندما\إذا قامت كردستان الكبرى؟ هل ستدعو الدول العربية المتضررة (سوريا، العراق) أخواتها العربيات لقتال الأكراد أم أن عصر القومية العربية انتهى، أو على الأقل لن يستطيع أن يرفع عينيه في وجه الأكراد ما دامت إسرائيل مخزوقة بينهما؟

أم أن هذه الدول ستكون ملهية في قضايا أخرى أكثر إلحاحا مثل التي مر بها العراق الآن، تجعل التنازل عن الجزء الكردي منها أفضل المكروه؟

و هل قضية العرب مقابل الأكراد ستكون عادلة و مبررة كقضية العرب مقابل إسرائيل؟
أم أن الأيديولوجية التعبوية ستتخذ شكلا آخر؟

و ماذا سيكون موقف الجماعات السياسية التي عبأت الشعوب ضد إسرائيل من منطلق ديني طوال العقود الماضية؟ و هو الخطأ التاريخي الذي وقع فيه العرب و كان أول خطوة على خسارة القضية الفلسطينية؟

هل كردستان مؤامرة غربية للإلهاء العرب عن إسرائيل؟

كيف سكون سترى الشعوب العربية التي يشكلها الآن الحراك السياسي العالم؟

 

Post a Comment

<< Home