Sunday, June 11, 2006

2007-2008


أعرف اننا لا زلنا في منتصف عام 2006 ولكن ما يحدث مؤخراً يجعلني أشعر أن عامي 2007 -2008 سيكونان عامان هامان في تاريخنا القومي، للأسف فان توقع ما قد تسفر عنه الأيام القادمة يستدعي أن نحاول تخيل ما يدور بخلد جهابذتنا الحكوميون، وهو أمر أعترف أنني غالباً ما أفشل فيه، وقد أعجبت جدا بمقولة محمد الشرقاوي عندما قال:"دايما بنراهن على الـ1% ذكاء عند النظام وهو بيفاجأنا بالـ99% غباء " فعلا جملة معبرة،وتستدعي التساؤل من ضمن الأسئلة عن سبب عدم توقعنا ال99% غباء، طبعا بالنسبة لهم ده بسبب غباءنا الشديد - فعلا نظرية النسبية بتريح كل الناس - المهم إن نتيجة فشلي الدائم في توقع خطوات الحكومة توقفت من مدة طويلة عن توقع ما سيقومون به مكتفيا بطرح الأسئلة لعلي أجد من يستطيع أن يصيب في تخمينه من دون أن يقلل ذلك من قدر من ينجح في التخمين فدائما في هفوات ممكن تعدي
    ======================
      على ما يبدو من تصريحات رئيسنا غير الشرعي - اللي للأسف ما عندناش غيره - أن العام التشريعي القادم سيرى جملة التغيرات التي يجري طبخها حاليا وانها ستكون تغييرات بالجملة وليس بالقطارة كما كانت العادة خلال الأعوام الخمسة والعشرين الماضية (ترى هل في هذا إشارة إلى أن من يرسم "السياسات" حاليا ليس هو من كان قائما عليها خلال الربع قرن الماضي؟)
        هل نتوقع من الإشارات العابرة للقارات من حسني ونظيف وشهاب وجمال أن التغيرات ستؤدي إلى ما يلي:
          - تغييرات دستورية تقلص مساحة الحرية النظرية الواردة به لتفتح الباب أمام دمج قانون الطوارئ في القانون العادي عشان محدش يطالب بالغاء قانون الطوارئ (بتفكرني الحكاية دي بقرارات السادات في عام 80 لما ألغى حالة الطوارئ وأصدر قانون العيب ومحكمة القيم - لسة في حد فاكر الأيام البيضا دي ولا العواجيز الزيي بس هم اليعرفوها؟)
            - تغييرات دستورية لتغيير نظام الانتخابات وغالبا ابتداع نظام ما من انتخابات القائمة يقلل من امكانية المستقلين في الترشح وبالتالي يسيطر على تواجد الاخوان وكذلك يحكم سيطرة الوطني على اعضاؤه
            - التغييرات سيتم تطبيقها ايضا على المجالس الشعبية التي ألغيت انتخاباتها أوائل هذا العام (وبالمناسبة فان الترشيح للرئاسة يحتاج إلى تاييد من أعضاء المجالس الشعبية أيضاً)
              - بناء على تغيير الدستور يتم حل مجلس الشعب والدعوة لانتخابات جديدة بالاضافة الى انتخابات المجالس الشعبية المؤجلة - ويتم انشاء مجالس جديدة لا دور للاخوان بها، وظهور محدود لأحزاب معارضة ضعيفة (دي سهلة ما هي أحزاب المعارضة كلها ضعيفة)
              - بعد عامان من اجراءات تغيير الدستور وانتخابات على كل المستويات وفي وسط حالة الهرج التي تصحبهم تتم الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة (ياترى مين هيبقى لسه في نفس وامكانيات واستعداد انه يترشح ويكسب؟؟؟)
              - في ظل الاعداد لعامي "الحسم" صدرت أوامر بعملية قمع شديدة للمظاهرات وعلى عينك يا تاجر ومش هاممنا لا أمريكا ولا أوربا وبنقابل اتخن تخين في البيت الأبيض ونرجع نكمل قمع ومحدش قادر يكلمنا، ترى هل الهدف من عملية القمع هذه هو:
              - السيطرة على الشارع للاعداد للعامين القادمين وتعتبر جزء من التخطيط للحملات الانتخابية الكبرى الجاري الاعداد لها
              أم
              - قمع حركة المعارضة العلمانية التي قد تغري الأمريكان ان هناك حل غير الوطني والاخوان
              أم
              - زيادة حدة المعارضة (كما حدث بعد قمع مظاهرات 25 مايو 2005) وزيادة التوتر في الشارع وهو اذا ما استمر في عامي الحسم يستطيع ان يدخل البلاد في حالة فوضى حقيقية، وبالتالي فعندما ينسحب الرئيس الهمام في هذه المرحلة يكون من المؤكد ان الكل هيقطعوا هدوم ابن البيه عشان ينقذ البلد من حالة الفوضى فبالرغم من انه حلف ميت مرة انه مش عايز يحكم هيضطر يضحي ويتنازل ويقبل
                ===========================
                  في إطار الدعوة إلى حفل "غني يا بهية" لفت انتباهي تعبير يقول فيما معناه بدل المظاهرات والبهدلة احنا هنعمل حاجة على الهادي عشان نضمن نبقى بعاد عن المشاكل
                  ما قدرتش افهم كويس الفكرة دي، انا عارف ان من ضمن اهداف الحفلة هو التضامن مع المعتقلين ، وانا استطيع ان اتفهم ان تكون هناك بعض التحركات "السلمية" لمطالب محدودة ومحددة ، ولكن هل نسينا الهدف من كل شئ؟
                  اليس الهدف هو الحصول على وطن افضل؟
                  اليس الهدف هو الحصول على الحرية لكل الشعب؟
                  أليس الهدف هو التخلص من اللصوص وإعادة الوطن لأصحابه؟
                  أليس الهدف هو أن نولي الحكم لمن يستطيع أن يحقق مصالحنا وأهدافنا؟
                    هل نعتقد أن هذه الأهداف يمكن أن تتحقق بدون مشاكل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                    هل نتوقع أن يستسلم اللصوص في هدوء وبدون مشاكل وبدون بهدلة؟؟؟؟؟؟
                      ترى ما الذي لم يقم به النظام بعد؟؟
                      - الاعتقالات الكبيرة العدد (من خارج التيار الاسلامي)
                      - التعذيب على نطاق واسع (ايضا من خارج التيار الاسلامي)
                      - اغلاق الصحف المعارضة وفرض رقابة مشددة على الصحف المستقلة واغلاق المخالف منها
                      - الغاء بعض المساحات الحرة على الفضائيات المصرية مثل برنامج العاشرة مساء
                      - فرض الرقابة على الانترنت واغلاق العديد من المواقع المعارضة، ومعاقبة من يستخدم الانترنت في اهداف سياسية
                      - وقف الانتخابات (وان كان قد قام بها فيما يتعلق بالمجالس المحلية)
                      - الاغتيالات السياسية
                      - الدخول في حروب ومغامرات عسكرية خارجية تشغل الجميع عما يحدث بالداخل
                      ................
                      !!!!
                        =======================
                          دائما ما أتذكر تعامل الحكومة مع ما أطلق عليه قضية عبدة الشيطان، لم اسمع عن أحكام مشددة في هذه القضية، كما لم أسمع عن ظهور جديد لهم فيما بعد، ولكن ما قامت به الحكومة هو أنها قررت لم "شوية العيال الفافي دول" وبعد ذلك "ياخدوا علقة متينة" وبعدين "كله يرجع بيت ابوه" وتوتة توتة فرغت الحدوتة
                            ======================
                              بالرغم من القمع الذي كان موجودا في حقبة الستينات وان ما كان يشفع للحركات الشبابية انها كانت تقف الى يسار النظام الا انه كانت هناك حركة شبابية فكرية سياسية لا بأس بها
                              قبل ذلك في حقبة الخمسينات وما قبلها كانت هناك حركات شبابية لمختلف الأحزاب أبرزها الحركة الوفدية ولكن الحركات اليسارية لم تكن تبعد كثيرا عن الساحة
                              وبعد الستينات قدم شباب السبعينات ما عرف بحركة الطلبة سواء الحركة الكبرى في عام 72 (والتي دائما ما تساورني تساؤلات عن دوافعها الحقيقية ولكن لا ينكر أحد قوتها)، وتبعها بعد ذلك انتفاضة "الحرامية" أيضا في السبعينات لتجعل النظام يتراجع أمام قوتها
                              ثم أتت مرحلتي الثمانينات والتسعينات التي لم يسمع فيها الا صوت الرصاص والحركات المتأسلمة والمسلحة بدون أي بعد سياسي أو فكري
                              ومع بداية القرن الحادي والعشرين ظهر تحرك جديد أعتقد أنه قاده من تخطوا مرحلة الشباب ولكن تقدم الشباب بسرعة ليصبح وقود المرحلة
                              فياترى هل هي فورة مثلما حدث في حركتي السبعينات ، تنتهي لننتظر أخرى
                              أم انها مقدمات لثورة الحقيقية؟؟
                                ==========================
                                  أعلم أنني طرحت الكثير من التساؤلات، وكان من أسباب تأخري في الكتابة هذه المرة (كل مرة بيبقى في سبب جديد) انني كنت أبحث عن اجابات ولكنني قررت أن ألقي اليكم بكل ما يدور في ذهني
                                  وأرجو من كل من يجد اي طرف خيط يقودنا في التفكير في أي من هذه التساؤلات ألا يبخل علينا به
                                  طبعا "نحن" مش مقصود بها صيغة تفخيم ولكن لتشمل كل من يشاركني التساؤل

                                  3 Comments:

                                  At 16 June, 2006 01:13, Blogger عمرو عزت said...

                                  سأنضم إلي الـ" نحن " متسائلا معك

                                  هل يمكننا الاجابة عن اي مما سبق

                                  اعتقد ان محاولة حقيقية للاجابة تكمن في البحث عن مكان لنا لندخل صيغة السؤال

                                  اي ماذا يمكننا ان نفعل لنصير جزءا من السؤال و لسنا مجرد متلقين للاجابات من اطراف فاعلة

                                  يمكن للمجتمع عبر مشاركة اكبر ان يزاحم المجيبين الرسميين عن هذه الاسئلة
                                  اعتقد ان ذلك بدا بشكل ما
                                  غير كاف و لكنه افضل مما سبق
                                  اري ان السبيل الافضل هو محاولة اذكاء هذه المشاركة
                                  التخلي قليلا عن شعارات قصوي لا تناسب القدرات مثل اسقاط النظام و دحر القوي الامبريالية

                                  لننظر حولنا و الي ما هو قريب
                                  و الحركة بركة

                                   
                                  At 17 June, 2006 01:40, Anonymous Anonymous said...

                                  أنا عايز أضيف سؤال ... ليه تعاطف الناس مع حركة القضاء حتى و لة بالمشاعر أكثر من تعاطفهم مع المعارضة... عندي اجابه لا أجزم بصحتها و ان كنت أعتقد بها.... ببساطه وضوح الطلب و هو ما تفتقده المعارضه... مش عيب ان المعارضه تركز على هدف واحد و لو بسيط و تركز فيه و تحشد الكل من أجله و المكاسب حتى لو بسيطه فهي أفضل من انعدامها و الجري وراء سراب اسمه الحرية

                                   
                                  At 05 January, 2008 13:31, Anonymous Anonymous said...

                                  مضى عام 2007
                                  لم يتحقق أي مما توقعته من تحركات مبارك

                                  ياترى الغباء عند مين دلوقتي :)

                                   

                                  Post a Comment

                                  << Home